الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2094 - (س ق) : زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي [ ص: 36 ] أبو أسامة ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه ، والد أسامة بن زيد ، وأخو جبلة بن حارثة ، وأمه سعدى ، ويقال : سعاد بنت ثعلبة ، من بني معن بن طيء ، شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر ، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (س ق) .

                                                                          روى عنه : ابنه أسامة بن زيد (س ق) ، والبراء بن عازب ، وأخوه جبلة بن حارثة ، وعبد الله بن عباس ، وأرسل عنه : علي بن عبد الله بن عباس ، وهزيل بن شرحبيل ، وأبو العالية الرياحي .

                                                                          وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة بن عبد المطلب .

                                                                          وقال سالم ، عن أبيه : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد ، حتى نزل القرآن : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله .

                                                                          أخبرنا بذلك إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن [ ص: 37 ] معمر بن الفاخر ، قال : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، قال : أخبرنا أبو بكر المغربي ، وسعيد بن أبي سعيد العيار ، وأحمد بن الحسن الأزهري ، قالوا : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا أبو العباس السراج ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيه ، فذكره .

                                                                          رواه مسلم والترمذي والنسائي عن قتيبة ، فوافقناهم فيه بعلو .

                                                                          وقال عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا ، وأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمرته ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن تطعنوا في إمرته ، فقد كنتم طعنتم في إمرة أبيه من قبله ، وأيم الله ، إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده .

                                                                          ورواه سالم ، عن أبيه نحوه .

                                                                          وقال عبد الله البهي (س) ، عن عائشة : ما بعث رسول الله [ ص: 38 ] صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ، ولو بقي بعده استخلفه .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ، وقد تقدم بعض ذلك في ترجمة ابنه أسامة بن زيد .

                                                                          ذكر موسى بن عقبة وغير واحد : أنه استشهد يوم مؤتة هو وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ، سنة ثمان من الهجرة ، زاد بعضهم : في جمادى الأولى ، وهو ابن خمس وخمسين سنة .

                                                                          وقال حميد بن هلال العدوي (خ س) ، عن أنس بن مالك : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ، وإن عينيه لتذرفان ، ثم أخذها خالد عن غير إمرة ، ففتح الله عليه ، وما يسرني أنهم عندنا - أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا - .

                                                                          روى له النسائي حديثا ، وابن ماجه آخر ، وقد وقع لنا كل واحد منهما بعلو
                                                                          .

                                                                          أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر الضبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم اللخمي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، حماد بن أسامة ، قال : حدثني محمد بن عمرو بن علقمة عن [ ص: 39 ] أبي سلمة بن عبد الرحمن ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه زيد بن حارثة ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، فذبحنا له شاة ، ثم صنعناها في الإرة ، فلما نضجت استخرجناها ، فجعلناها في سفرتنا ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته ، وهو مردفي ، فلما كنا بأعلى مكة ، لقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا أحدهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي أرى قومك قد شنفوك وكرهوك ؟ فقال : والله ، إن ذلك منهم لبغير ما نائرة مني إليهم ، إلا أني أراهم في ضلال ، فخرجت أبغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار خيبر ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : والله ، ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى قدمت على أحبار الشام ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : والله ما هذا بالدين الذي خرجت أبتغي ، فقال حبر من أحبار الشام : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به ، إلا شيخا بالجزيرة ، فخرجت حتى قدمت عليه ، فأخبرته بالذي خرجت له ، فقال لي : إن كل من رأيت في ضلال ، وإنك لتسأل عن دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي - أو هو خارج - فارجع فصدقه ، وآمن به ، فرجعت ولم أحس نبيا بعد ، قال : فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته ، فوضع السفرة بين يديه ، فقال : ما هذا ؟ قال : شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا ، فقال [ ص: 40 ] زيد بن عمرو : إني لا آكل شيئا ذبح لغير الله ، ثم تفرقا ، قال : ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يبعث يوم القيامة أمة وحده .

                                                                          رواه النسائي ، عن موسى بن حزام الترمذي ، عن أبي أسامة ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل بن العسقلاني ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي ، ابن الزيات ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن خالد البراثي ، قال : حدثنا كامل بن طلحة ، قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أراني جبريل وضوء الصلاة ، أخذ كفا من ماء ، فنضح به فرجه .

                                                                          رواه ابن ماجه ، عن إبراهيم بن محمد الفريابي ، عن حسان بن عبد الله ، عن ابن لهيعة بمعناه ، ولفظه : علمني جبريل الوضوء ، وأمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية