الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2099 - (تمييز) .

                                                                          زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي ، الهاشمي [ ص: 52 ] المدني ، أخو الحسن بن الحسن ، ووالد الحسن بن زيد ، والي المدينة ، وهو زيد بن الحسن الأكبر ، أمه أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري .

                                                                          يروي عن : جابر بن عبد الله ، وأبيه الحسن بن علي ، وعبد الله بن عباس .

                                                                          ويروي عنه : ابنه الحسن بن زيد بن الحسن ، وعبد الله بن عمرو بن خداش ، وعبد الرحمن بن أبي الموال ، وعبد الملك بن زكريا الأنصاري الكوفي - نزيل حلوان - وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني ، ويزيد بن عياض بن جعدبة .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " ، وكان من سادات أهل البيت .

                                                                          قال الزبير بن بكار في ذكر ولد الحسن بن علي : وزيد بن الحسن ، وأم الحسن بنت الحسن ، وأم الحسين ، أمهم أم بشير بنت أبي مسعود ، وأخوهم لأمهم عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وأم سعيد بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .

                                                                          قال : ولزيد بن حسن يقول محمد بن بشير الخارجي - وكان رجل [ ص: 53 ] قد وعده قلوصا ، فمطله بها - قال : الزبير : حدثني بذلك سليمان بن عياش السعدي :


                                                                          لعلك والموعود حق وفاؤه بدا لك في تلك القلوص بداء     فإن الذي ألقى إذا قال قائل
                                                                          من الناس هل أحسستها لعناء     أقول التي تبدي الشمات وقولها
                                                                          علي وإشمات العدو سواء     دعوت وقد أخلفتني الوأي دعوة
                                                                          بزيد فلم يضلل هناك دعاء     بأبيض مثل البدر عظم حقه
                                                                          رجال من آل المصطفى ونساء

                                                                          قال : وقال الخارجي أيضا يمدحه :


                                                                          إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة     نفى جدبها واخضر بالنبت عودها
                                                                          وزيد ربيع الناس في كل شتوة     إذا أخلفت أنواؤها ورعودها
                                                                          حمول لأشناق الديات كأنه     سراج الدجى إذا قارنته سعودها

                                                                          وقال بكر بن عبد الوهاب المدني ، عن أبي رافع رزيق بن رافع ، عن أبيه : سألني عبد الواحد بن عبد الله النصري ، عن كتاب ضمانة دفعها إلي فقلت : وجهت بها إلى دار يزيد ، فقال مر من يأتي بها ، فإن ذا كتاب نحب أن ننظر فيه ، فليأت به ، فإذا كتاب من سليمان بن عبد الملك - وكان زيد بن الحسن على صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب سليمان إلى عامله بالمدينة : " أما بعد . . . فإذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وادفعها إلى فلان بن فلان - رجل من قومه - وأعنه على ما استعانك عليه ، والسلام " .

                                                                          [ ص: 54 ] فلما استخلف عمر بن عبد العزيز ، إذا كتاب قد جاء منه : " . . . أما بعد . . . فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم ، وذو سنهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فاردد إليه صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعنه على ما استعانك عليه ، والسلام " .

                                                                          فقال النصري : أأقرنهما جميعا ؟ ! فربي يعلم لا يدخل هذان مدخل رجل واحد .

                                                                          وقال إسماعيل بن يعقوب ، عن عبد الله بن موسى العلوي : أوصى الحسن بن الحسن بولده إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة ، فلما توفي نازعه فيهم عمهم زيد بن الحسن بن علي ، فقال له : أما أموالهم ، فلست أنازعك فيها ، وأما آدابهم ، فليس لك أن تليها . قال : فضمهم زيد بن الحسن إليه ، فكان يتولى آدابهم ، وكانوا معه حتى بلغوا ، وكان ينفق عليهم من ماله ، وكان إبراهيم بن محمد يتولى أموالهم .

                                                                          وقال البخاري في " التاريخ " : حدثني علي بن سلمة ، قال : حدثنا معن ، عن عبد الله بن عمرو بن خداش ، قال : هلك زيد بن حسن بالبطحاء ، على ستة أميال من المدينة ، فرأيت حسن بن حسن ، وإبراهيم بن حسن ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو ، والقاسم بن عبد الله بن عمرو ، وعمر بن علي ، وسفيان بن عاصم ، يتعقبون بين عمودي سريره .

                                                                          وقال إسماعيل بن يعقوب ، عن عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن [ ص: 55 ] جده : خرجت من منزلي بسويقة بعد ساعة من الليل ، فسمعت نائحة في قرب قصر عمي زيد بن الحسن تقول :


                                                                          لقد مات السماح وكل فضل     غداة ثويت في جدث التراب
                                                                          لقد هتف النعاة بنعي زيد     يضيء جبينه ضوء الشهاب
                                                                          وقد وارت أكف القوم زيدا     فيا عظم الرزية والمصاب
                                                                          لنعم الجار إن جار دعاه     بمرحمة ولين واقتراب
                                                                          فما إن كان يسعى في متاع     من الدنيا يصير إلى ذهاب
                                                                          ولكن في مكارم تبتنيها     وأعمال تجير من العقاب
                                                                          فمن يرجو الإله ويتقيه     ومن يعطي العطاء بلا حساب
                                                                          سوى ابن النبي أبي اليتامى     ومأوى المرملين من السغاب
                                                                          فلم أر في الرجال له شبيها     يؤمل للملمات الصعاب
                                                                          أصيبت هاشم وبنو قصي     بواحدها ومختصر الجواب
                                                                          بفرع نبوة وقريع مجد     له كرم المناسب والنصاب

                                                                          قال : فانخزل ظهري ، وأيقنت أن عمي زيدا توفي ، فما طلع الفجر حتى أتانا الصريخ عليه .

                                                                          وقال يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة : سمعت موسى بن عبد الله ، وغيره من أصحابنا يقولون : توفي زيد بن الحسن ، وهو ابن تسعين سنة .

                                                                          وقد خلط بعضهم هذه الترجمة بالتي قبلها ، وذلك وهم ظاهر لا خفاء به .

                                                                          [ ص: 56 ] ومنهم :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية