الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2243 - (4) : سعيد بن بشير الأزدي ، ويقال : النصري ، مولاهم ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو سلمة الشامي ، أصله من البصرة ، ويقال : من واسط ، وقيل : إنه من أهل دمشق ، حمله أبوه إلى البصرة ، فسمع بها ثم رجع إلى دمشق .

                                                                          روى عن : أبان بن تغلب ، وأبان بن أبي عياش ، وإدريس بن يزيد الأودي ، وإسماعيل بن عبيد الله ، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية ، وسليمان الأعمش ، وشعيب بن شعيب أخي عمرو بن شعيب ، [ ص: 349 ] وعبد العزيز بن صهيب ، وعبد الكريم بن مالك الجزري ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعمرو بن دينار (س) ، وعمران القطان وهو من أقرانه ، وقتادة (د ت ق) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (د) ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي ، ومطر الوراق ، ومنصور بن زاذان ، وموسى بن السائب ، وموسى بن سيار الأسواري ، ويزيد بن أبي مالك ، ويعلى بن حكيم .

                                                                          روى عنه : إسحاق بن الربيع القاضي ، وإسحاق بن سعيد بن الأركون ، وأسد بن موسى ، وبقية بن الوليد ، وبكر بن مضر ، والجراح بن مليح الرؤاسي ، والحسن بن موسى الأشيب ، والحكم بن بشير بن سلمان ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، ورواد بن الجراح ، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ، وسعيد بن سالم القداح ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، وعبد الحميد بن بكار البيروتي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق بن همام ، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ، وأبو خليد عتبة بن حماد ، وعمر بن سعيد الدمشقي ، وعمر بن عبد الواحد (د) ، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي ، ومحمد بن بكار بن بلال العاملي (ت) ، ومحمد بن خالد بن عثمة (ت) ، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ، ومحمد بن شعيب بن شابور (ق) ، ومحمد بن صبيح بن السماك ، ومحمد بن عبد الله بن نمران الذماري ، وأبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي (د ق) ، ومروان بن محمد الطاطري (فق) ، ومعن بن عيسى القزاز ، وهشيم بن بشير ، ووكيع بن الجراح (ق) ، والوليد بن مسلم (د ت ق) ، والوليد بن الوليد القلانسي ، ويحيى بن بشر الحريري ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ويعقوب بن أبي عباد المكي .

                                                                          [ ص: 350 ] ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الشامات .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الخامسة ، وقال : كان من أهل البصرة ، فتحول إلى الشام ، فنزل دمشق ، وكان قدريا .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن الواقدي : كان من أهل واسط .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه ، قلت لأحمد بن صالح : سعيد بن بشير شامي دمشقي ، كيف هذه الكثرة عن قتادة ؟ قال : كان أبوه بشير شريكا لأبي عروبة ، فأقدم بشير ابنه سعيدا البصرة ، فبقي بالبصرة يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : سعيد بن بشير بصري ، نزل الشام ، وكان قريبا من عمران ، يعني : القطان .

                                                                          وقال البخاري : نراه أبا عبد الرحمن الدمشقي ، الذي روى عنه هشيم عن ، قتادة .

                                                                          وقال مسلم نحو ذلك .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : اختلفت الأقاويل فيه .

                                                                          [ ص: 351 ] وقال محمد بن الوليد الأمي ، عن الوليد بن عتبة ، عن بقية : قال لي شعبة : سعيد بن بشير صدوق الحديث .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن الوليد بن عتبة ، عن بقية : سألت شعبة عن سعيد بن بشير ، فقال : ذاك صدوق اللسان .

                                                                          قال أبو زرعة : ورأيته موضعا عند أبي مسهر للحديث .

                                                                          وقال أبو داود ، عن حيوة بن شريح : سمعت بقية يقول : ذكر سعيد بن بشير عند شعبة ، فقال : كان صدوق اللسان ، فذكرت ذلك في مجلس سعيد - يعني ابن عبد العزيز - فقال : بث ذلك في جندنا يأجرك الله .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي ، عن حيوة بن شريح ، وموسى بن أيوب ، عن بقية : سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال : صدوق . وقال : أحدهما ثقة . قال بقية : فذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز فقال : انشر هذا الكلام ، فإن الناس قد تكلموا فيه .

                                                                          [ ص: 352 ] وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن حيوة بن شريح ، عن بقية : قال لي شعبة : سعيد بن بشير صدوق اللسان في الحديث . قال بقية : فحدثت به سعيد بن عبد العزيز ، فقال لي : بث هذا - يرحمك الله - في جندنا ، فإن الناس عندنا كأنهم ينتقصونه .

                                                                          وقال عباس بن الوليد الخلال ، عن مروان بن محمد : سمعت سفيان بن عيينة يقول على جمرة العقبة : حدثنا سعيد بن بشير ، وكان حافظا .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : سألت أبا مسهر ، عن سعيد بن بشير فقال : لم يكن في جندنا أحفظ منه ، وهو ضعيف ، منكر الحديث .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن قول من أدرك في سعيد بن بشير ، فقال : يوثقونه .

                                                                          وقال في موضع آخر : قلت لدحيم : ما تقول في محمد بن راشد ؟ فقال : ثقة ، وكان يميل إلى هوى . قلت : فأين هو من سعيد بن بشير ؟ فقدم سعيدا عليه .

                                                                          وقال أيضا : قلت لأبي مسهر : كان سعيد بن بشير قدريا ؟ قال : معاذ الله .

                                                                          [ ص: 353 ] وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن دحيم : كان مشيختنا يقولون : هو ثقة ، لم يكن قدريا .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت دحيما يوثقه .

                                                                          وقال علي بن ميمون الرقي ، عن أبي خليد عتبة بن حماد : سألني سعيد بن عبد العزيز قال : ما الغالب على علم سعيد بن بشير ؟ قلت له : التفسير . قال : خذ عنه التفسير ، ودع ما سوى ذلك ، فإنه كان حاطب ليل .

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان عبد الرحمن بن مهدي يحدثنا عن سعيد بن بشير ، ثم تركه .

                                                                          وقال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي حدث عن سعيد بن بشير الدمشقي ، وقد كان حدث عنه ثم تركه بأخرة فيما بلغني .

                                                                          وقال أبو داود : سألت أحمد ابن حنبل ، عن سعيد بن بشير ، فقال : كان عبد الرحمن يحدث عنه ثم تركه .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : سألت أحمد ابن حنبل ، عن سعيد بن بشير فقال : أنتم أعلم به ، قد روى عنه أصحابنا وكيع والأشيب .

                                                                          [ ص: 354 ] وقال أبو الحسن الميموني : رأيت أبا عبد الله يضعف أمره .

                                                                          وقال عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

                                                                          وقال أبو داود ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، والمفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          وقال علي ابن المديني : كان ضعيفا .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن نمير : منكر الحديث ، ليس بشيء ، ليس بقوي الحديث ، يروي عن قتادة المنكرات .

                                                                          ذكره أبو زرعة في كتاب " الضعفاء ، ومن تكلم فيهم من المحدثين " .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي ، وأبا زرعة وذكرا سعيد بن بشير ، فقالا : محله الصدق عندنا . قلت لهما : يحتج بحديثه ؟ قالا : يحتج بحديث ابن أبي عروبة والدستوائي ، هذا شيخ يكتب حديثه .

                                                                          [ ص: 355 ] قال : وسمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب " الضعفاء " وقال : يحول منه .

                                                                          وقال البخاري : يتكلمون في حفظه ، وهو يحتمل .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف .

                                                                          وقال الحاكم : أبو أحمد ليس بالقوي عندهم .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : له عند أهل دمشق تصانيف ; لأنه سكنها وهو بصري ، ورأيت له تفسيرا مصنفا من رواية الوليد عنه ، ولا أرى بما يروي عن سعيد بن بشير بأسا ، ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط ، والغالب على حديثه الاستقامة ، والغالب عليه الصدق .

                                                                          قال أبو الجماهر ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال : مات سنة ثمان وستين ومائة .

                                                                          [ ص: 356 ] وقال الوليد بن مسلم ، وهشام بن عمار : مات سنة تسع وستين ومائة .

                                                                          قال هشام : وسمعت منه مجلسا فلم أكتبه .

                                                                          وقال محمد بن سعد : مات سنة سبعين ومائة ، أول ما استخلف هارون أمير المؤمنين .

                                                                          روى له الأربعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية