الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2199 - (ع) : سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي [ ص: 241 ] الزهري ، أبو إسحاق ، ويقال : أبو إبراهيم ، المدني . أمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص ، كان قاضي المدينة زمن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق . رأى عبد الله بن عمر بن الخطاب .

                                                                          وروى عن : خاله إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص (خ م س ق) وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، وابنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خ م د س) ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله ، وأبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف (خ م) ، وأنس بن مالك ، وحابس بن سعد اليماني (ق) مرسل ، والحسن البصري (ق) ، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب (خ م س ق) ، والحكم بن ميناء (صد س) ، وعمه حميد بن عبد الرحمن بن عوف (خ م د ت س) ، وريحان بن يزيد العامري (د ت) ، وسعيد بن المسيب (خ) ، وطلحة بن عبد الله بن عثمان (د س) ، وابن عم أبيه طلحة بن عبد الله بن عوف (خ د ت س) [ ص: 242 ] وخاله عامر بن سعد بن أبي وقاص (خ م س) ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب (خ م د ت ق) ، وعبد الله بن شاذ بن الهاد (خ م ت سي ق) ، وعبد الله بن كعب بن مالك (خ م) ، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك (م تم س) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (خ م س ق) ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (س) ، وعروة بن الزبير (خ م د س ق) ، وعلي بن عبد الله بن عباس ، وابن عمه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ت س ق) ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (م د ق) ، ومحمد بن جبير بن مطعم (خ م) ، ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة ، ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب (خ م د س) ، ومحمد بن المنكدر (خ م د) ، وأخيه المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (س) ، ومعبد الجهني (ق) ، ونافع بن جبير بن مطعم (خ م س ق) ، ونافع مولى ابن عمر (س ق) ، ونصر بن عبد الرحمن القرشي (س) ، وعمه أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ع) ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود (د ت س) ، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر (د ت س) .

                                                                          روى عنه : ابنه إبراهيم بن سعد (ع) ، وأيوب السختياني ، وحماد بن زيد (خت) ، وحماد بن سلمة (خت) ، وزكريا بن أبي زائدة (خ م ت) ، وسفيان الثوري (ع) ، وسفيان بن عيينة ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج (ع) ، وأخوه صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن جعفر المخرمي (خت م د) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد الواحد بن أبي عون (خت ق) ، وعياض بن عبد الله القرشي الفهري ، وقيس بن [ ص: 243 ] عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (خت) ، ومحمد بن صالح التمار (س) ، ومحمد بن عجلان (م ت س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومسعر بن كدام (خ م ق) ومنصور بن المعتمر ، وموسى بن عقبة ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري (م س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (خ م س ق) ويزيد بن عبد الله بن الهاد (م ت) ويونس بن يزيد الأيلي (س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة وقال : كان ثقة كثير الحديث .

                                                                          ذكره محمد بن أحمد ابن حنبل ، عن أبيه : ثقة ، ولي قضاء المدينة ، وكان فاضلا ، وقال عباس الدوري ، وإسحاق بن منصور ، وعبد الله بن شعيب ، وغير واحد ، عن يحيى بن معين : ثقة ، زاد عبد الله : لا يشك فيه .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وغير واحد من العلماء : ثقة .

                                                                          [ ص: 244 ] وقال يعقوب بن شيبة : سمعت علي ابن المديني ، وقيل له : سعد بن إبراهيم سمع من عبد الله بن جعفر ؟

                                                                          قال : ليس فيه سماع . ثم قال علي : لم يلق سعد بن إبراهيم أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                          وقال أبو حاتم ، عن علي ابن المديني : كان سعد بن إبراهيم لا يحدث بالمدينة ، فلذلك لم يكتب عنه أهل المدينة ، ومالك لم يكتب عنه ، وإنما سمع منه شعبة وسفيان بواسط ، وسمع منه ابن عيينة بمكة شيئا يسيرا .

                                                                          وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه : سرد سعد الصوم قبل أن يموت بأربعين سنة .

                                                                          وقال أبو حميد المصيصي ، عن حجاج بن محمد : كان شعبة إذا ذكر سعد بن إبراهيم قال : حدثني حبيبي سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن في كل يوم وليلة .

                                                                          وقال معن بن عيسى ، عن سعيد بن مسلم بن بانك : رأيت سعد بن إبراهيم يقضي في المسجد .

                                                                          وقال أحمد ابن حنبل ، عن سفيان بن عيينة : لما عزل سعد بن إبراهيم عن القضاء كان يتقى كما يتقى وهو قاض .

                                                                          وقال الربيع بن سليمان ، عن الشافعي : أخبرني من لا أتهم من أهل المدينة ، عن ابن أبي ذئب ، قال : قضى سعد بن إبراهيم على رجل .

                                                                          [ ص: 245 ] برأي ربيعة ، فأخبرته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخلاف ما قضى به ، فقال سعد لربيعة : هذا ابن أبي ذئب - وهو عندي ثقة - يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلاف ما قضيت به ؟

                                                                          فقال ربيعة : قد اجتهدت ومضى حكمك .

                                                                          فقال سعد : واعجبا ، أنفذ قضاء سعد ابن أم سعد وأرد قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ! بل أرد قضاء سعد ابن أم سعد وأنفذ قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                          فدعا سعد بكتاب القضية فشقه ، وقضى للمقضي عليه .

                                                                          وقال البخاري : حدثني سهل ، قال : حدثنا أبو سلمة ، قال : أخبرني الهيثم بن محمد بن حفص بن دينار مولى بني عفار ، قال : كان سعد عند ابن هشام - يعني المخزومي أمير المدينة - فاختصم عنده يوما ابن لمحمد بن مسلمة ، وآخر من بني حارثة ، فقال محمد : أنا ابن قاتل كعب بن الأشرف . فقال الحارثي : أما والله ، ما قتل إلا غدرا . فانتظر سعد أن يغيرها ابن هشام فلم يفعل حتى قاما ، فلما استقضى سعد قال لمولاه شعبة - وكان يحرسه - : أعطي الله عهدا لئن أفلتك الحارثي لأوجعنك . قال شعبة : فصليت معه الصبح ، ثم جئت به سعدا ، فلما نظر إليه شق القميص ، ثم قال : أنت القائل ، إنما قتل ابن الأشرف غدرا ؟ ثم ضربه خمسين ومائة ، وحلق رأسه ولحيته ، وقال : والله ، لأقومنك بالضرب ، ما كان لي عليك سلطان .

                                                                          وقال يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه : دخل ناس من القراء على سعد [ ص: 246 ] يعودونه ، منهم : ابن هرمز ، وصالح مولى التوأمة .

                                                                          قال : فاغرورقت عينا ابن هرمز ، فقال له سعد : ما يبكيك ؟ قال : والله ، لكأني بقائلة غدا تقول : واسعداه للحق ، ولا سعد . قال : أما والله ، لئن قلت ذاك ما أخذني في الله لومة لائم منذ أربعين سنة . ثم قال : أليس تعلم أنكم أحب خلقه إلي - يعني القراء - .

                                                                          قال ابنه إبراهيم بن سعد ، وغير واحد : مات سنة خمس وعشرين ومائة .

                                                                          وقال يعقوب بن إبراهيم : مات سنة ست وعشرين .

                                                                          وقال مرة : سنة سبع وعشرين ومائة ، وهو ابن اثنتين وسبعين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وغير واحد : مات سنة سبع وعشرين .

                                                                          وقال خليفة في موضع آخر : مات سنة ثمان وعشرين ومائة .

                                                                          [ ص: 247 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية