الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2259 - (م) : سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان القرشي ، الأموي ، أبو خالد ، ويقال : أبو عثمان المدني ، سكن دمشق ، وكانت داره بناحية سوق القمح شامي ، دكة المحتسب القديمة ، وكان له بدمشق دور هذه أحدها ، وهو صاحب الفدين ; قرية من أعمال دمشق .

                                                                          روى عن : عروة بن الزبير (م) ، وقبيصة بن ذؤيب .

                                                                          روى عنه : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (م) وهو من أقرانه ، ومحمد بن معن بن نضلة الغفاري ، وابنه معن بن محمد بن معن بن نضلة .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : أمه أم عثمان بنت سعيد بن العاص ، [ ص: 409 ] وهو صاحب الفدين ، وكان سعيد بن خالد من أكثر الناس مالا ، وله ولد كبير ، وله يقول الفرزدق :


                                                                          وكل امرئ يرضى وإن كاملا إذا نال نصفا من سعيد بن خالد     له من قريش طيبوها وفيضها
                                                                          وإن عض كفي أمه كل حاسد

                                                                          وذكره محمد بن سعيد ، وأبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة .

                                                                          وقال المغيرة بن المغيرة الرملي ، عن رجاء بن أبي سلمة أتي عمر بن عبد العزيز بطبق فيه تمر ، وعنده سعيد بن خالد ، فقال : يا أبا خالد ، أترى الرجل يكتفي بحفنة من هذا التمر ؟ قال : أما واحدة فلا . قال : فثنتين ؟ قال : نعم ، قال : فعلى ما نتهور في النار إذا ؟

                                                                          روى له مسلم حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وزينب بنت مكي ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : حدثنا عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره أن أباه زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : توضؤوا مما مست النار .

                                                                          [ ص: 410 ] قال الزهري : وأخبرني سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، وأنا أحدثه هذه الأحاديث : أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء ، مما مست النار ، فقال عروة : سمعت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : توضؤوا مما مست النار .

                                                                          رواه عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عقيل ، عن الزهري ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية