الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 330 ]

                                                                          2239 - (د ت) : سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ، أبو زيد الأنصاري ، النحوي ، البصري .

                                                                          روى عن : إسرائيل بن يونس ، والأسود بن شيبان ، والربيع بن برة البصري العابد ، ورؤبة بن العجاج الراجز ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسليمان التيمي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن عون ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وعبد الملك بن جريج ، وعمرو بن عبيد ، وعمران بن حدير ، وعوف الأعرابي (ت) ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، وهمام بن يحيى ، وأبي عمرو بن العلاء .

                                                                          روى عنه : أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا ، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي ، وأبو اليمان حذيفة بن غياث بن حسان بن دينار البصري العسكري ، والحسين بن السكن البصري ، نزيل [ ص: 331 ] بغداد ، وخلف بن هشام البزار - وقرأ عليه القرآن - ، وسفيان بن زياد بن آدم العقيلي ، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني النحوي ، وأبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي النحوي ، والضحاك بن ميمون العطار ، وظفر بن السميدع ، والعباس بن الفرج الرياشي النحوي ، وعبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني (ت) ، وعبد الله بن محمد بن أبي قريش الثقفي ، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية العتبي ، وعمر بن شبة النميري ، وأبو عبيد القاسم بن سلام (د) ، وقعنب بن المحرر ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن خزيمة البصري نزيل مصر ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، وأبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد ، ومحمد بن معاوية بن عبد الرحمن الزيادي البصري ، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وهارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك ، ويحيى بن محمد بن أعين المروزي ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، وأبو عثمان المازني النحوي ، واسمه بكر بن محمد بن بقية .

                                                                          قال الحسين بن الحسن الرازي ، عن يحيى بن معين : كان صدوقا .

                                                                          وقال صالح بن محمد البغدادي : ثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يجمل القول فيه ويرفع شأنه ويقول : هو صدوق .

                                                                          [ ص: 332 ] وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن ابن القداح : أبو زيد النحوي ، سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ، وشهد ثابت بن زيد أحدا والمشاهد بعدها ، وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب مع أبي موسى إلى البصرة ، وأحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وله عقب بالبصرة .

                                                                          كذا وقع في هذه الرواية ، والصواب : سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ، واسمه ثابت بن زيد بن قيس .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرني أبو زيد النحوي ، واسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ، قال : ثابت بن زيد هو جدي ، وقد شهد أحدا ، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل البصرة ، ثم قدم المدينة ، فمات بها في خلافة عمر .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سئل أبو داود عن أبي زيد سعيد بن أوس فقال : كان أبو حاتم يدفع عنه القدر . قال : وقال لي بندار : سمعت الأنصاري يكذبه .

                                                                          [ ص: 333 ] وقال الحسين بن القاسم الكوكبي ، عن أحمد بن عبيد بن ناصح : سئل أبو زيد الأنصاري ، عن أبي عبيدة ، والأصمعي ، فقال : كذابان .

                                                                          وسئلا عنه فقالا : ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت - فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب ، عن زيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن محمد عنه - : أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز أبو الحسين ، قال : حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب ، قال : حدثني علي بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا عمي الفضل بن محمد ، قال : حدثني أبو عثمان المازني ، قال : كنا عند أبي زيد ، فجاء الأصمعي ، فأكب على رأسه وجلس ، وقال : هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة . فنحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر ، فأكب على رأسه وجلس وقال : هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنين .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان ، قال : حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال ، قال : حدثنا محمد بن يحيى النديم ، قال : حدثنا محمد بن يونس ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : كنا عند شعبة ، فضجر من الحديث ، فرمى بطرفه ، فرأى أبا زيد سعيد بن أوس في أخريات الناس ، فقال : يا أبا زيد :


                                                                          استعجمت دار مي ما تكلمنا والدار لو كلمتنا ذات أخبار

                                                                          [ ص: 334 ] إلي يا أبا زيد ، فجاءه فجعلا يتناشدان الأشعار ،

                                                                          فقال بعض أصحاب الحديث لشعبة : يا أبا بسطام ، نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتتركنا وتقبل على الأشعار ؟ ! قال : فرأيت شعبة قد غضب غضبا شديدا ، ثم قال : يا هؤلاء ، أنا أعلم بالأصلح لي ، أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذاك .

                                                                          وبه قال : أخبرني أحمد بن محمد الوزان ، قال : حدثني جدي ، قال : حدثنا محمد بن يحيى النديم ، قال : حدثنا أبو ذكوان ، يعني : القاسم بن إسماعيل التوجي ، قال : سرق أصحاب الحديث نعل أبي زيد ، فكان إذا جاء أصحاب الشعر والعربية والأخبار رمى بثيابه ولم يتفقدها ، وإذا جاء أصحاب الحديث جمعها كلها وجعلها بين يديه وقال : ضم يا ضمام ، واحذر لا تنام .

                                                                          وبه : قال أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة البزاز ، قال : أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا أبو عثمان الأشنانداني ، عن التوزي ، قال : أخبرنا أبو زيد الأنصاري ، قال : كنت ببغداد فأردت الانحدار إلى البصرة ، فقلت لابن أخي : اكتر لنا ، فجعل ينادي : يا معشر الملاحون ، فقلت له : ويلك ما تقول ؟ فقال : جعلت فداك ، أنا مولع بالنصب .

                                                                          [ ص: 335 ] وبه ، قال : أخبرني محمد بن الحسين بن محمد المتوثي ، قال : حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن كزال ، قال : حدثنا هارون بن سفيان الديك ، قال : حدثنا أبو زيد النحوي ، قال : وقفت على قصاب وعنده بطون ، فقلت له : بكم البطنان يا غلام ؟ فقال : بدرهمان يا ثقيلا !

                                                                          وبه قال : أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي ، قال : أخبرنا محمد بن عمران الكاتب ، قال : حدثني أحمد بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا العنزي ، قال : سمعت المازني يقول : سمعت أبا زيد النحوي يقول : وقفت بباب عثمان بن أبي العاص الثقفي على قصاب ، وقد أخرج بطنين سمينين موفورين ، فعلقهما ، فقلت : بكم البطنان ؟ فقال : بمصفعان يا مضرطان ! قال : فغطيت رأسي وفررت لئلا يسمع الناس فيضحكوا مني . وحكى أبو سعيد السيرافي في " أخبار النحويين " أن أبا زيد كان يقول : كل ما قاله سيبويه : " وأخبرني الثقة " فأنا أخبرته . ومات أبو زيد بعد سيبويه بنيف وثلاثين سنة .

                                                                          قال : ويقال : إن الأصمعي كان يحفظ ثلث اللغة ، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة ، وكان الخليل يحفظ نصف اللغة ، وكان أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابي يحفظ اللغة كلها .

                                                                          قال : وقال أبو العباس المبرد : كان أبو زيد عالما بالنحو ولم يكن مثل الخليل وسيبويه ، وكان يونس من باب أبي زيد في العلم باللغات ، [ ص: 336 ] وكان يونس أعلم من أبي زيد بالنحو ، وكان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنحو - أعنيه والأصمعي وأبا عبيدة - وكان يقال : أبو زيد النحوي . وله كتاب في تخفيف الهمز ، على مذهب النحو ، وفي كتبه المصنفة في اللغة من شواهد النحو ما ليس لغيره . وكانت حلقته بالبصرة ينتابها الناس .

                                                                          قال : وذكر أبو العباس ، قال : حدثني أبو بكر القرشي - شيخ من أهل البصرة ، مولى لقريش - قال : سمعت قوما يذكرون أبا زيد في حلقة الأصمعي ، فساعدتهم على ذلك ، ثم قال الأصمعي : رأيت خلفا الأحمر في حلقة أبي زيد ، وكان أبو زيد كثير السماع من العرب ، ثقة ، مقبول الرواية .

                                                                          قال : وذكر أبو العباس ، قال : حدثني أبو عثمان المازني والتوزي وغيرهما : أن الكسائي كتب إلى أبي زيد جواب كتاب كتبه إليه :


                                                                          شكوت إلي مجانينكم     فأشكو إليك مجانينا
                                                                          لئن كان أقذاركم قد نموا     فأقذر وأنتن بمن عندنا
                                                                          فلولا المعافاة كنا كهم     ولولا البلاء لكانوا كنا

                                                                          وقال الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد : سمعت عبد الله بن محمد بن سقلاب ، قال : سمعت أبا العيناء محمد بن القاسم يقول : سمعت أبا زيد سعيد بن أوس يقول : خذوا العلم عن أفواه الرجال ، فإن الرجل يكتب أحسن ما يسمع ، ويختار أحسن ما يكتب ، ويحفظ أحسن ما يختار ، ويروي أحسن ما يحفظ .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، وإسماعيل ابن العسقلاني ، قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني ، وأبو المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي ، قالا : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن [ ص: 337 ] أحمد بن محمود الثقفي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ ، قال : سمعت الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد قال فذكره .

                                                                          قال محمد بن يونس الكديمي : مات سنة أربع عشرة ومائتين .

                                                                          وقال أبو موسى محمد بن المثنى ، والرياشي ، وأبو حاتم السجستاني : مات سنة خمس عشرة ومائتين . زاد الرياشي وأبو حاتم : وله ثلاث وتسعون سنة .

                                                                          ذكره أبو داود في الزكاة في تفسير أسنان الإبل .

                                                                          قال : وبلغني عن أبي عبيد ، عن الأصمعي ، وأبي زياد الكلابي ، وأبي زيد الأنصاري ، وروى له الترمذي حديثا واحدا في تفسير " سورة الشعراء " ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير ، عن الأشعري قال : لما نزل : وأنذر عشيرتك الأقربين وقال : غريب من هذا الوجه . وقد رواه بعضهم عن عوف ، عن قسامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ، وهو أصح .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية