الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3634 ص: قال أبو حنيفة - رحمه الله - : فذهب قوم إلى هذه الآثار ، فقالوا : كل ثوب مسه ورس أو زعفران فلا يحل لبسه في الإحرام ، وإن غسل ؛ لأن النبي - عليه السلام - لم يبين في هذه الآثار ما غسل من ذلك مما لم يغسل ، فنهيه على ذلك كله .

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء : مجاهدا ، وهشام بن عروة ، وعروة بن الزبير ، ومالكا في رواية ابن القاسم عنه ؛ فإنهم قالوا : كل ثوب مسه ورس أو زعفران لا يجوز لبسه للمحرم ، سواء كان مغسولا أو لم يكن ؛ لإطلاق الأحاديث المذكورة .

                                                وإليه ذهب ابن حزم ، وقال في "المحلى" : الثوب المصبوغ بالورس أو الزعفران إذا غسل حتى لا يبقى منه أثر يجوز لبسه عند قوم ، ورووا فيه أثرا ، فإن صح وجب الوقوف عنده ، ولا نعلمه صحيحا ، ولا يجوز لباسه أصلا ؛ لأنه قد مسه الورس والزعفران . انتهى .

                                                قلت : أراد بالأثر ما يجيء ذكره في آخر الحديث المذكور : "إلا أن يكون غسيلا" وعن قريب يجيء بيانه إن شاء الله تعالى .




                                                الخدمات العلمية