الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3557 ص: حدثنا أبو أمية ، قال : ثنا محمد بن زياد بن زبار ، قال : ثنا شرقي بن قطامي ، قال : أنا أبو طلق العائذي ، قال : سمعت شراحيل بن القعقاع يقول : سمعت عمرو بن معد يكرب يقول : "لقد رأيتنا منذ قريب ونحن إذا حججنا نقول :


                                                لبيك تعظيما إليك عذرا . . . هذه زبيد قد أتتك قسرا     تغدو مضمرات بنا شزرا
                                                . . . يقطعن خبتا وجبالا وعرا [ ص: 83 ]     قد خلفوا الأنداد خلوا صفرا



                                                ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله - عليه السلام - :

                                                قال : قلت : وكيف علمكم . . " فذكر التلبية على ما في الحديث الذي قبل هذا .

                                                التالي السابق


                                                ش: أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي ، ومحمد بن زياد بن زبار - بفتح الزاي المعجمة وتشديد الباء الموحدة - الكلبي ، فيه مقال ، فقال يحيى : لا شيء ، وقال جزرة : إخباري وليس بذاك . وكان شاعرا مشهورا .

                                                وشرقي - بفتح الشين المعجمة والراء وكسر القاف - ابن قطامي الكوفي ، فيه مقال ، فقال الساجي : ضعيف له حديث واحد ، ليس بالقائم . وقال الخطيب : كان عالما بالنسب وافي الأدب ، والشرقي لقب ، واسمه الوليد بن حصين ، قاله البخاري ، وذكره ابن حبان في "الثقات" .

                                                وأبو طلق العائذي قال ابن حبان : شيخ مجهول . وحكى البخاري في اسمه اختلافا كثيرا ، ومال إلى أنه عدي بن حنظلة بن نعيم ، وعدي بن حنظلة قال ابن معين : هو مشهور .

                                                وشراحيل بن القعقاع ذكره ابن حبان في "الثقات" من التابعين .

                                                والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" : ثنا علي بن المبارك الصنعاني ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أبي ، عن عمرو بن شمر ، عن أبي طوق شراحيل بن القعقاع ، قال : سمعت عمرو بن معدي كرب يخبر : "الحمد لله ، إن كنا منذ قريب إذا حججنا نقول :


                                                لبيك تعظيما إليك عذرا . . . هذي زبيد قد أتتك قسرا تقطع خبتا وجبالا وعرا
                                                . . . تغدو بها مضمرات شزرا قد تركوا الأوثان خلوا صفرا

                                                [ ص: 84 ] فنحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله - عليه السلام - :

                                                لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .

                                                وكنا نمنع الناس يقفوا بعرفات في الجاهلية ، فأمرنا رسول الله - عليه السلام - أن نحول بينهم وبين بطن عرفة ، فإنما كان موقفهم ببطن محسر عشية عرفة فرقا أن يتخطفهم الجن ، وقال لنا رسول الله - عليه السلام - : إنما هم إخوانكم إذا أسلموا"
                                                .




                                                الخدمات العلمية