الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3889 ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : ثنا حبان بن هلال ، قال : ثنا وهيب ، قال : ثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس - رضي الله عنه - : " أن النبي - عليه السلام - صلى الظهر بالمدينة أربعا ، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين ، وبات بها حتى أصبح ، فلما صلى الصبح ركب راحلته ، فلما انبعثت به سبح وكبر ، حتى إذا استوت به على البيداء جمع بينهما ، فلما قدمنا مكة أمرهم رسول الله - عليه السلام - أن يحلوا ، فلما كان يوم التروية أهلوا بالحج" . .

                                                التالي السابق


                                                ش: أخرج طرفا من هذا الحديث بغير هذا الإسناد في باب : ما كان النبي - عليه السلام - محرما في حجة الوداع ، وهو إسناد صحيح ، وحبان بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة ، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي .

                                                وأخرجه أبو داود : نا موسى بن إسماعيل أبو سلمة ، نا وهيب ، قال : نا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس : "أن النبي - عليه السلام - بات بها - يعني بذي الحليفة - [ ص: 434 ] حتى أصبح ، ثم ركب حتى إذا استوت به على البيداء حمد وسبح وكبر ، ثم أهل بحج وعمرة ، وأهل الناس بهما ، فلما قدمنا ، أمر الناس فحلوا ، حتى إذا كان يوم التروية أهلوا بالحج ونحر رسول الله - عليه السلام - سبع بدنات بيده قياما" .

                                                وأخرجه النسائي أيضا .

                                                قوله : "فلما انبعثت به" أي فلما أخذت في القيام ، والانبعاث أخذها في القيام ، والاستواء كمال القيام ، واستحب مالك وأكثر الفقهاء أن يهل الراكب إذا استوت به راحلته قائمة ، واستحب أبو حنيفة أن يهل عقيب الصلاة إذا سلم منها ، وقال الشافعي : يهل إذا أخذت ناقته في المشي .

                                                قوله : "جمع بينهما" أي بين العمرة والحج ، فهذا هو القران ، فدل أنه - عليه السلام - كان قارنا في حجة الوداع .




                                                الخدمات العلمية