الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3793 3794 ص: واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا يونس ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله، [عن] ابن عباس ، عن الصعب بن جثامة ، قال : " مر بي رسول الله - عليه السلام - وأنا بالأبواء أو بودان فأهديت [له] لحم حمار وحشي فرده علي ، فلما رأى الكراهة في وجهي قال : ليس بنا رد عليك ولكنا حرم" . .

                                                حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا المسعودي ، عن إسحاق بن راشد ، عن الزهري . ... ، فذكر بإسناده مثله .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي واحتج أولئك القوم أيضا فيما ذهبوا إليه بحديث الصعب بن جثامة ، وأخرجه من طريقين صحيحين :

                                                الأول : عن يونس بن عبد الأعلى . . . إلي آخره ، والكل رجال الصحيح .

                                                وأخرجه ابن ماجه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار ، قالا : ثنا سفيان بن عيينة .

                                                وثنا محمد بن رمح ، أنا الليث بن سعد ، جميعا عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : أنبأنا الصعب بن جثامة قال : "مر بي رسول الله - عليه السلام - وأنا بالأبواء أو بودان . . . " إلى آخره نحوه سواء .

                                                [ ص: 313 ] الثاني : عن سليمان بن شعيب بن الكيساني صاحب محمد بن الحسن الشيباني ، عن أسد بن موسى ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي ، عن إسحاق بن راشد الجزري ويقال : الرقي الأموي ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الفقيه الأعمى المدني ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، عن عبد الله بن عباس .

                                                وأخرجه الطبراني في "معجمه" : نا أحمد بن زهير التستري ، نا علي بن شعيب السمسار ثنا أبو النضر ، ثنا المسعودي ، عن إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن الصعب بن جثامة قال : "أهديت لرسول الله - عليه السلام - حمار وحش وهو محرم ، فرده ، فلما رأى الذي في وجهي قال : ليس بنا رد عليك ، ولكنا حرم" .

                                                وهذا الحديث أخرجه الجماعة غير أبي داود .

                                                قوله : "وأنا بالأبواء " جملة حالية ، والأبواء بفتح الهمزة ممدود قرية من عمل الفرع بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا ، وفي "المطالع" وسميت بذلك لما فيها من الوباء ، ولو كان كما قيل : لقيل : الأوباء ، أو يكونا مقلوبا منه ، وبه توفيت أم رسول الله - عليه السلام - ، والصحيح أنه إنما سميت بذلك لتبوء السيول بها ، قاله ثابت .

                                                و "ودان" بفتح الواو وتشديد الدال قرية جامعة من ناحية الفرع بينها وبين الأبواء ثمانية أميال ينسب إليها الصعب بن جثامة الليثي الوادني لأنه كان ينزلها ، وكان هاجر إلى النبي - عليه السلام - ومات في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - ، وفي "المطالع" : "ودان" [ ص: 314 ] قرية جامعة من عمل الفرع بينهما وبين هرشى نحو ستة أميال ، وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال ، قريب من الجحفة .

                                                وقوله : "ولكنا حرم" بضمتين جمع حرام .




                                                الخدمات العلمية