الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3515 ص: فحدثني بعض أصحابنا ، عن محمد بن مقاتل الرازي ، لا أعلمه إلا عن حكام الرازي ، قال : "سألت أبا حنيفة - رضي الله عنه - : هل تسافر المرأة بغير محرم ؟ ؟ ) ، فقال : لا ؛ نهى رسول - صلى الله عليه وسلم - أن تسافر امرأة مسيرة ثلاثة أيام فصاعدا إلا ومعها زوجها أو أبوها أو ذو محرم منها" .

                                                قال حكام : : فسألت العرزمي ، فقال : لا بأس بذلك ، حدثني عطاء: أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تسافر بلا محرم .

                                                فأتيت أبا حنيفة ، فأخبرته بذلك ، فقال أبو حنيفة : لم يدر العرزمي ما روى ، كان الناس لعائشة محرما ، فمع أيهم سافرت فقد سافرت بمحرم ، وليس الناس لغيرها من الناس كذلك" .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا جواب عما احتج به هؤلاء الآخرون بما روي عن عائشة ، فلله در أبي حنيفة ما أحسن جوابه في ذلك ، ولقد صدق فيه ؛ لأن أزواج النبي - عليه السلام - كلهن أمهات للمؤمنين ، وهم محارم لهن ؛ لأن المحرم من لا يجوز له نكاحها على التأبيد ، فكذلك أمهات المؤمنين حرام على غير النبي - عليه السلام - إلى يوم القيامة .

                                                [ ص: 31 ] ومحمد بن مقاتل الرازي قاضي الري من أصحاب محمد بن الحسن الشيباني من طبقة سليمان بن شعيب الكيساني ، قال الذهبي : تكلم فيه ولم يترك .

                                                وحكام - بتشديد الكاف - بن سلم الكناني أبو عبد الرحمن الرازي وثقه يحيى وغيره ، روى له الجماعة ؛ البخاري مستشهدا .

                                                والعرزمي هو محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان الفزاري الكوفي ، فيه مقال ، فقال النسائي : ليس بثقة . وعن أحمد : ليس بشيء ، لا يكتب حديثه .

                                                ويقال : نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها .

                                                وقال ابن دريد : بنو عرزم قوم من البصرة ، وهو بتقديم الراء المهملة على الزاي .




                                                الخدمات العلمية