الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          6386 - 4 نجيح بن عبد الرحمن السندي ، أبو معشر المدني ، مولى بني هاشم ، كان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدى ، [ ص: 323 ] فعتق ، فاشترت أم موسى بنت المنصور ولاءه ، وقيل : اشترته ، فأعتقته ، وقيل : إن أصله من حمير من ولد حنظلة بن مالك ، وهو والد محمد بن أبي معشر المدني ، رأى أبا أمامة بن سهل بن حنيف ، وله رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وروى عن : يزيد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، وحرب بن قيس ، وحفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ( س ق ) ، وسعيد بن المسيب ( ت ) ، وصدقة بن طيسلة ، وعبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري ، ابن أخي عمرة بنت عبد الرحمن ، وعبد السلام بن أبي الجنوب ، وعون بن عبد الله بن الحارث ، وعيسى بن أبي عيسى الحناط ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ( ت ق ) ، ومحمد بن قيس المدني ، ومحمد بن كعب القرظي ( قد ق ) ، ومحمد بن المنكدر ، ومسلم بن أبي مريم ، ومصعب بن ثابت ، وموسى بن يسار المدني ( ق ) ، ونافع مولى ابن عمر وهشام بن عروة ( د ) ، ويحيى بن شبل ، ويوسف بن يعقوب صاحب السائب بن يزيد ، وأبي وهب مولى أبي هريرة .

                                                                          روى عنه : إسحاق بن بشر الكاهلي ، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع ، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ( ق ) ، وجبارة بن مغلس ، وحسان بن إبراهيم الكرماني ، وحفص بن عمر الدمشقي ، وسعيد بن منصور ( د ) ، وسفيان الثوري ، ومات قبله ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي ( ق ) ، وعباد بن موسى العكلي ، وعبد الله بن إدريس ( ق ) ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد العزيز بن بحر ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعثمان بن سعيد [ ص: 324 ] الزيات ، وعثمان بن عمر بن فارس ( فق ) ، وعلي بن محمد المنجوري ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، والليث بن سعد ( س ) ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، ومحمد بن بكار بن الريان ( قد ) ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن سواء السدوسي ( ت ) ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وابنه محمد بن أبي معشر المدني ( ت ) ، وهو آخر من روى عنه ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وموسى بن داود الضبي ، ونصر بن منصور بن عبد الرحمن والد محمد بن نصر الصائغ ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ( ق ) ، وهشيم بن بشير ، وهوذة بن خليفة ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، ويزيد بن هارون ، ويسرة بن صفوان ، ويونس بن محمد المؤدب ، وأبو الربيع الزهراني ، وأبو الوليد الطيالسي ، والقاضي أبو يوسف الأنصاري .

                                                                          قال عمرو بن عون الواسطي ، عن هشيم : ما رأيت مدنيا أكيس من أبي معشر ، وما رأيت مدنيا يشبهه .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أبا نعيم يقول : كان أبو معشر كيسا حافظا .

                                                                          وقال محمد بن الحسين بن إشكاب ، عن يزيد بن هارون : ثبت حديث أبي معشر ، وذهب حديث أبي جزء ، وفي رواية ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : سمعت أبا جزء نصر بن طريف [ ص: 325 ] يقول : أبو معشر أكذب من في السماء ومن في الأرض ، قلت : في نفسي هذا علمك بالأرض فكيف علمك بالسماء؟ قال يزيد : فوضع الله أبا جزء ، ورفع أبا معشر .

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه ، ويضعفه ويضحك إذا ذكره ، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه .

                                                                          وقال عبيد الله بن فضالة ، سمعت ابن مهدي يقول : كان أبو معشر تعرف وتنكر .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم قلت : لأبي عبد الله أبو معشر المدني يكتب حديثه؟ فقال : حديثه عندي مضطرب ، لا يقيم الإسناد ، ولكن أكتب حديثه أعتبر به .

                                                                          وقال أحمد بن أبي يحيى ، سمعت أحمد بن حنبل يقول : يكتب من حديث أبي معشر أحاديثه عن محمد بن كعب في التفسير .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن أبي معشر [ ص: 326 ] نجيح ، فقال : كان صدوقا لكنه لا يقيم الإسناد ليس بذاك .

                                                                          وقال عبد الله أيضا سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بقوي في الحديث .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، سمعت أبي ، وذكر " مغازي " أبي معشر ، فقال : كان أحمد بن حنبل يرضاه ، ويقول : كان بصيرا بالمغازي .

                                                                          وقال أيضا سألت أبي عنه ، فقال : كنت أهاب حديث أبي معشر حتى رأيت أحمد بن حنبل يحدث عن رجل عنه أحاديث ، فتوسعت بعد في كتابة حديثه .

                                                                          وروى عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن أبي معشر حديثا واحدا ، وحدثنيه أبو نعيم عنه ، قيل له : هو ثقة ؟ قال : صالح لين الحديث محله الصدق .

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ضعيف يكتب من حديثه الرقاق ، وكان رجلا أميا يتقى أن يروى من حديثه المسند .

                                                                          [ ص: 327 ] وقال أحمد بن أبي يحيى ، سمعت يحيى بن معين يقول : أبو معشر السندي ليس بشيء كان أميا .

                                                                          وقال عباس الدوري ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، ومعاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          زاد عباس ، ومعاوية : إسناده ليس بشيء يكتب رقاق الحديث من حديثه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : أبو معشر السندي ليس بشيء ، أبو معشر ريح ، قال وسمعته مرة أخرى يقول : ليس حديثه بشيء .

                                                                          وقال البخاري : منكر الحديث .

                                                                          وقال أبو داود ، والنسائي : ضعيف .

                                                                          وقال الترمذي : قد تكلم بعض أهل العلم في أبي معشر [ ص: 328 ] من قبل حفظه ، قال محمد : لا أروي عنه شيئا .

                                                                          وقال صالح بن محمد الحافظ : لا يسوى حديثه شيئا .

                                                                          وقال أبو زرعة : صدوق في الحديث ، وليس بالقوي .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وسألت علي ابن المديني ، عن أبي معشر المديني ، فقال : كان شيخا ضعيفا ضعيفا ، وكان يحدث عن محمد بن قيس ، ويحدث عن محمد بن كعب ، بأحاديث صالحة ، وكان يحدث عن المقبري ، وعن نافع بأحاديث منكرة .

                                                                          وقال عمرو بن علي : وأبو معشر ضعيف ، ما روى عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب ومشايخه فهو صالح ، وما روى عن المقبري وهشام بن عروة ونافع وابن المنكدر رديئة لا تكتب .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة أيضا : سمعت محمد بن بكار بن الريان يقول : قد كان أبو معشر تغير قبل أن يموت تغيرا شديدا حتى كان يخرج منه الريح ، ولا يشعر بها .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وقد حدث عنه الثوري ، [ ص: 329 ] وهشيم ، والليث بن سعد ، وغيرهم من الثقات ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أبا مسهر يقول : كان أبو معشر أسود .

                                                                          وقال داود بن محمد بن أبي معشر حدثني أبي : أن أبا معشر كان أصله من اليمن ، وكان سبي في وقعة يزيد بن المهلب باليمامة والبحرين ، وكان أبيض .

                                                                          وقال أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي معشر ، حدثني أبي ، قال : كان اسم أبي معشر قبل أن يسرق عبد الرحمن بن الوليد بن هلال فسرق ، فبيع بالمدينة ، فاشتراه قوم بالمدينة من بني أسد ، فسموه نجيحا ، فاشتري لأم موسى بن المهدي ، فأعتقته فصار ميراثه لبني هاشم ، وعقله على حمير ، قال وكان أبو معشر يذكر أنه من ولد حنظلة بن مالك ، قال : وأخبرني أبي أنه كان ينتسب حتى يبلغ آدم ، قال ، وقال لي : ولاؤنا في بني هاشم ، أحب إلي من نسبي في بني حنظلة .

                                                                          وقال الفضل بن هارون البغدادي : سمعت محمد بن أبي معشر قال : كان أبي سنديا أخرم خياطا ، قالوا : وكيف حفظ [ ص: 330 ] المغازي ؟ قال : كان التابعون يجلسون إلى أستاذه ، فكانوا يتذاكرون المغازي فحفظ .

                                                                          وقال داود بن محمد بن أبي معشر أيضا عن أبيه : قدم المهدي بعد خلافته المدينة في سنة ستين ومائة فأشخصه - يعني أبا معشر - معه إلى العراق ، وأمر له بألف دينار ، وقال : تكون بحضرتنا ، فتفقه من حولنا ، فشخص أبو معشر معه إلى مدينة السلام سنة إحدى وستين .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم ، فأدى ، وعتق ، فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه ، مات ببغداد سنة سبعين ومائة .

                                                                          وقال داود بن محمد بن أبي معشر عن أبيه : توفي أبو معشر سنة سبعين ومائة في خلافة هارون الرشيد ، وكان أبيض أزرق سمينا .

                                                                          وكذلك قال محمد بن بكار بن الريان ، وغير واحد في تأريخ وفاته .

                                                                          وزاد محمد بن بكار في رمضان .

                                                                          [ ص: 331 ] روى له الترمذي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية