الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 466 ] 6451 - (خ مق د ت ق) : نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي ، أبو عبد الله المروزي الفارض الأعور ، سكن مصر رأى الحسين بن واقد .

                                                                          وروى عن إبراهيم بن سعد ، وإبراهيم بن طهمان ، يقال : حديثا واحدا ، وبقية بن الوليد ( ت ) ، وجرير بن عبد الحميد ، وحاتم بن إسماعيل ، وحفص بن غياث ، وحماد بن خالد الخياط ، وخارجة بن مصعب الخراساني ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وخالد بن يزيد السلمي ، والد محمود بن خالد ، ورشدين بن سعد ، وروح بن عبادة ، وسعيد بن عبد الجبار الحمصي ، وسفيان بن عيينة ( ت ) ، وصالح بن قدامة ، وضمرة بن ربيعة ، وعبد الله بن إدريس ، [ ص: 467 ] وعبد الله بن المبارك ( خ ق ) ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الخالق بن زيد بن واقد ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد السلام بن حرب الملائي ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وعبد المؤمن بن خالد الحنفي ، وعبد الوهاب الثقفي ، وعبدة بن سليمان ، وعقبة بن علقمة البيروتي ، وعيسى بن عبيد الكندي ، وعيسى بن يونس ، وأبي معاوية فضالة بن حصين الضبي البصري العطار ، والفضل بن موسى السيناني ، وفضيل بن عياض ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ومحمد بن الفضل بن عطية ، ومحمد بن فضيل ، ومعتمر بن سليمان ، ونوح بن قيس الطاحي ، وأبي عصمة نوح بن أبي مريم ( فق ) ، وهشيم بن بشير ( خ ) ، والوزير بن صبيح ، ووكيع بن الجراح ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن سليم الطائفي ، وأبي بكر بن عياش ، وأبي حمزة السكري ، وأبي داود الطيالسي ( مق ) ، وأبي معاوية الضرير .

                                                                          روى عنه : البخاري مقرونا بغيره ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ( ت ) ، وأحمد بن آدم غندر ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن يوسف السلمي ( فق ) ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، وبكر بن سهل الدمياطي ، والحسن بن علي الحلواني ( مق ) وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب البغدادي ، وهو آخر من حدث عنه ، وصالح بن مسمار المروزي ، وعبد الله بن [ ص: 468 ] عبد الرحمن الدارمي ( ت ) ، وعبد الله بن قريش البخاري ( د ) ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي ، وعبيد بن شريك البزار ، وعصام بن رواد بن الجراح العسقلاني ، وعلي بن داود القنطري ، وعمر بن فيروز التوزي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، ومحمد بن حيويه الإسفراييني ، ومحمد بن رزق الله الكلوذاني ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ، ومحمد بن عوف الطائي الحمصي ، وأبو نشيط محمد بن هارون الفلاس ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم ، قاضي عكبرا ، ومحمد بن يحيى الذهلي ( ق ) ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن سفيان الفارسي .

                                                                          قال أبو بكر المروذي : سمعت أبا عبد الله يقول : جاءنا نعيم بن حماد ، ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات ، فقال : جمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فعنينا بها من يومئذ .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : أول من عرفناه بكتب المسند نعيم بن حماد .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : يقال : إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم بن حماد .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم المؤدب : حدثنا [ ص: 469 ] عبد الله بن أحمد بن حنبل . وذكر حديثا لشعبة ، عن أبي عصمة ، قال عبد الله : سألت أبي من أبو عصمة هذا ؟ قال : رجل روى عنه شعبة ، ليس هو أبو عصمة صاحب نعيم بن حماد ، وكان أبو عصمة صاحب نعيم خراسانيا ، وكان نعيم كاتبا لأبي عصمة ، وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية ، وأهل الأهواء ، ومنه تعلم نعيم بن حماد .

                                                                          وقال صالح بن مسمار ، سمعت نعيم بن حماد يقول : أنا كنت جهميا ، فلذلك عرفت كلامهم ، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت زكريا بن يحيى البستي يقول : سمعت يوسف بن عبد الله الخوارزمي : قال سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حماد ، فقال : لقد كان من الثقات .

                                                                          وقال أيضا ، حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : حدثنا عبد العزيز بن سلام ، قال : حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيى ، قال : سمعت أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين يقولان : نعيم بن حماد معروف بالطلب ، ثم ذمه يحيى فقال : إنه يروي عن غير الثقات .

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، سمعت يحيى بن معين ، وسئل عن نعيم بن حماد ، فقال : ثقة قلت : إن قوما [ ص: 470 ] يزعمون أنه صحح كتبه من علي الخراساني العسقلاني ، فقال يحيى : أنا سألته فقلت : أخذت كتب علي الصيدلاني فصححت منها؟ فأنكر ، وقال إنما كان قد رث ، فنظرت فما عرفت ووافق كتبي غيرت .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده ، قال : أبو زكريا نعيم بن حماد ثقة صدوق ، رجل صدق ، أنا أعرف الناس به ، كان رفيقي بالبصرة ، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث ، قال أبو زكريا أنا قلت له قبل خروجي من مصر : هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه؟ قال يا أبا زكريا مثلك يستقبلني بهذا ! فقلت : إنما قلت هذا من الشفقة عليك قال إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب ، فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي ، فإذا كان مثل كتابي عرفته ، فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط ، فلا والله الذي لا إله إلا هو ، قال أبو زكريا : ثم قدم عليه ابن أخيه ، وجاءه بأصول كتبه من خراسان ، إلا أنه كان يتوهم الشيء ، كذا يخطئ فيه فأما ، هو فكان من أهل الصدق .

                                                                          وروى الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم [ ص: 471 ] اليونارتي بإسناده ، عن عباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حضرنا نعيم بن حماد بمصر ، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه ، قال : فقرأ ساعة ثم ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن ابن عون بأحاديث ، قال يحيى : فقلت له : ليس هذا عن ابن المبارك ؟ فغضب ، وقال ترد علي ؟ قال قلت : إي والله أرد عليك أريد زينك ، فأبى أن يرجع فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت : لا والله ما ، سمعت أنت هذا من ابن المبارك قط ، ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قط ، فغضب وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث ، وقام نعيم ، فدخل البيت ، فأخرج صحائف فجعل يقول : وهي بيده أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت ، وكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك ، عن ابن عون ، وإنما روى هذه الأحاديث ، عن ابن عون غير ابن المبارك .

                                                                          قال الحافظ أبو نصر : ومما يدل على ديانة نعيم ، وأمانته رجوعه إلى الحق لما نبه على سهوه ، وأوقف على غلطه ، فلم يستنكف عن قبول الصواب; إذ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، والمتمادي في الباطل لم يزدد من الصواب إلا بعدا .

                                                                          وقال العجلي : نعيم بن حماد مروزي ثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : يصل أحاديث يوقفها الناس .

                                                                          [ ص: 472 ] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : محله الصدق .

                                                                          وقال أيضا : قلت له نعيم بن حماد ، وعبدة بن سليمان أيهما أحب إليك؟ قال : ما أقربهما .

                                                                          وقال محمد بن عيسى بن محمد المروزي ، عن أبيه ، حدثنا العباس بن مصعب ، قال : نعيم بن حماد الفارض ، وضع كتبا في الرد على أبي حنيفة ، وناقض محمد بن الحسن ، ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية ، وكان من أعلم الناس بالفرائض ، فقال ابن المبارك : نعيم هذا قد جاء بأمر كبير يريد أن يبطل نكاحا قد عقد ويبطل بيوعا قد تقدمت ، وقوم توالدوا على هذا ثم خرج إلى مصر ، فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة ، وكتبوا عنه بها ، وحمل إلى العراق في امتحان القرآن مخلوق ، مع البويطي مقيدين ، فمات نعيم بالعسكر بسر من رأى سنة سبع وعشرين ومائتين .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم ، حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس ، عن حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحلون الحرام ويحرمون [ ص: 473 ] الحلال .

                                                                          قال : هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية . قال أبو زرعة : قلت ليحيى بن معين : في حديث نعيم هذا ، وسألته عن صحته ، فأنكره قلت : من أين يؤتى؟ قال : شبه له .

                                                                          وقال محمد بن علي بن حمزة المروزي : سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث ، فقال : ليس له أصل ، قلت : فنعيم بن حماد؟ قال : نعيم ثقة ، قلت : كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال شبه له .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب وافق نعيما على روايته هذه عبد الله بن جعفر الرقي ، وسويد بن سعيد الحدثاني ، وقيل : عن عمرو بن عيسى بن يونس كلهم عن عيسى .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي في حديث سويد بن سعيد : وهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد .

                                                                          رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه - يعني من أجله ، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له : الحكم بن المبارك ، يكنى أبا صالح ، يقال له : الخواشتي ، ويقال : إنه لا بأس به ، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث ، منهم عبد الوهاب بن الضحاك ، والنضر بن طاهر ، وثالثهم سويد الأنباري .

                                                                          [ ص: 474 ] قال الحافظ أبو بكر : وروي عن عبد الله بن وهب ، وعن محمد بن سلام المنبجي جميعا ، عن عيسى بن يونس ثم ساقه بإسناده عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، عن عمه عبد الله بن وهب ، عن عيسى بن يونس ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك ، وعن محمد بن سلام ، عن عيسى ، عن حريز بإسناده .

                                                                          ثم قال : حدثني محمد بن علي الصوري ، قال : قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ ، وذكر حديث عيسى بن يونس ، عن حريز بن عثمان ، من حديث نعيم بن حماد ، ومن حديث أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، عن عمه ، ومن حديث محمد بن سلام المنبجي جميعا عن عيسى بن يونس فقال : كل من حدث به عن عيسى بن يونس غير نعيم بن حماد فإنما أخذه من نعيم ، وبهذا الحديث سقط نعيم بن حماد عند كثير من أهل العلم بالحديث إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب ، بل كان ينسبه إلى الوهم ، فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه لا منه ، لأن الله عز وجل قد رفعه عن ادعاء مثل هذا ، ولأن حمزة بن محمد حدثني ، عن عليك الرازي ، أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق من قنادق ابن وهب ، لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب ، وأما محمد بن سلام فليس بحجة .

                                                                          [ ص: 475 ] وقال عبد الخالق بن منصور : رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ، ويقول : ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ في حديث شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري : كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمراء ، والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو سماعا ، قال : وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن محمد بن جبير ، عن معاوية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ، وليس لهذا الحديث أصل ، ولا يعرف من حديث ابن المبارك ، ولا أدري من أين جاء به نعيم ، وكان نعيم يحدث من حفظه ، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها ، قال وسمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال : ليس في الحديث بشيء ، ولكنه كان صاحب سنة .

                                                                          ، وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود عند نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل .

                                                                          [ ص: 476 ] وقال النسائي : نعيم بن حماد ضعيف .

                                                                          وقال في موضع آخر : ليس بثقة .

                                                                          وقال أبو علي النيسابوري الحافظ ، سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد ، وتقدمه في العلم والمعرفة ، والسنن ثم قيل له في قبول حديثه ، فقال : قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة ، فصار في حد من لا يحتج به .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : ربما أخطأ ووهم .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي قال لنا ابن حماد - يعني أبا بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي نعيم بن حماد يروي ، عن ابن المبارك ضعيف ، قاله أحمد بن شعيب قال ابن حماد ، وقال غيره كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبي حنيفة كذب .

                                                                          قال ابن عدي ، وابن حماد متهم فيما يقوله لصلابته في أهل الرأي .

                                                                          وقال أيضا : في حديث نعيم ، عن عيسى بن يونس ، عن حريز بن عثمان قال لنا ابن حماد : وضعه نعيم بن حماد .

                                                                          [ ص: 477 ] وقال في حديثه ، عن ابن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم اليوم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك ، وسيأتي على الناس زمان من عمل منهم عشر ما أمر به نجا

                                                                          قال نعيم هذا حديث ينكرونه ، وإنما كنت مع ابن عيينة فمر بشيء فأنكره ثم حدثني بهذا الحديث ، وقال في حديثه ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال للناس : قد جاءكم شهر مطهر تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغل فيه الشياطين ، يعد المؤمن فيه القوة للصوم والصلاة ، وهو نقمة للفاجر يغتنم فيه غفلات الناس ، من حرم خيره فقد حرم ، وهذا لم يقل فيه عن الزهري عن أنس غير نعيم ، وإنما يرويه معمر عن الزهري ، عن ابن أبي أنس عن أبيه ، عن أبي هريرة .

                                                                          وقال في حديثه ، عن ابن المبارك ، وعبدة بن سليمان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبع تكبيرات في الركعة الأولى ، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية ، كلهن قبل القراءة ،

                                                                          وهذا لم يرفعه ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن أبي هريرة غير نعيم هذا ، عن ابن المبارك وعبدة ، والحديث موقوف .

                                                                          [ ص: 478 ] وقال في حديثه ، عن معتمر ، عن أبيه ، عن أنس ، عن أبي بكر الصديق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في خمس من الإبل شاة . . . فذكر صدقة الإبل ،

                                                                          وهذا منهم من رفعه عن نعيم ، ومنهم من أوقفه .

                                                                          ورواه البخاري ، وغيره موقوفا .

                                                                          وقال في حديثه عن رشدين بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ،

                                                                          وهذا بهذا الإسناد عن رشدين لم يروه غير نعيم .

                                                                          وقال في حديثه ، عن بقية ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة ، وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تغطية الرأس بالنهار فقه وبالليل زينة ، وهذان الحديثان عن بقية لا أعلم رواهما عنه غير نعيم .

                                                                          وقال في حديثه عن الدراوردي عن سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل أهريق الماء ، ولكن قل أبول ،

                                                                          ذكره من رواية أبي الأحوص عنه ، وقال : قال أبو الأحوص : وضع [ ص: 479 ] نعيم هذا الحديث فقلت له لا ترفعه فإنما ، هو من قول أبي هريرة ، فأوقفه على أبي هريرة ، قال ابن عدي : وهذا أيضا منكر مرفوعا .

                                                                          وقال في حديثه ، عن الفضل بن موسى ، عن أبي بكر الهذلي ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس خير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه فاخترنه ، ولم يكن ذلك طلاقا ، وهذا أيضا غير محفوظ .

                                                                          وقال في حديثه ، عن بقية ، عن عبد الله مولى عثمان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس أنه ذكر عنده قوم يقاتلون في العصبية . . . الحديث ،

                                                                          ولنعيم غير ما ذكرت ، وقد أثنى عليه قوم ، وضعفه قوم ، وكان أحد من يتصلب في السنة ، ومات في محنة القرآن في الحبس ، وعامة ما أنكر عليه ، هو هذا الذي ذكرته ، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما .

                                                                          قال أحمد بن محمد بن سهل الخالدي : سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول : أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائتين ، وألقوه في السجن ، ومات في سنة سبع وعشرين ومائتين ، وأوصى أن يدفن في قيوده ، وقال : إني مخاصم .

                                                                          وكذلك قال العباس بن مصعب في تأريخ وفاته كما تقدم .

                                                                          [ ص: 480 ] وقال محمد بن سعد : طلب الحديث كثيرا بالعراق والحجاز ، ثم نزل مصر ، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون ، فسئل عن القرآن ، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه ، فحبس بسامراء فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين .

                                                                          وكذلك قال محمد بن عبد الله الحضرمي ، وأبو سعيد بن يونس ، وابن حبان في تأريخ وفاته .

                                                                          وزاد أبو سعيد قال : حمل من مصر إلى العراق في المحنة فامتنع أن يجيبهم ، فسجن ، فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى .

                                                                          وكان يفهم الحديث روى أحاديث مناكير عن الثقات .

                                                                          وقال أبو القاسم البغوي ، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه ، وأبو أحمد بن عدي : مات سنة تسع وعشرين ومائتين .

                                                                          زاد نفطويه : وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن ، فجر بأقياده ، فألقي في حفرة ، ولم يكفن ، ولم يصل عليه [ ص: 481 ] فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد .

                                                                          وروى له مسلم في مقدمة كتابه والباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية