الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6448 - ( ع) : النعمان بن مقرن ، ويقال : النعمان ابن عمرو [ ص: 459 ] ابن مقرن بن عائذ ، أبو عمرو ويقال : أبو حكيم المزني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شهد فتح مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان معه لواء مزينة يومئذ ، وهو ، أخو سويد بن مقرن وإخوته ، وكانوا سبعة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .

                                                                          روى عنه : جبير بن حية الثقفي ( خ ) ، ومسلم بن الهيصم العبدي ( م د س ق ) ، وابنه معاوية بن النعمان بن مقرن ، ومعقل بن يسار المزني ( د ت س ) ، وأبو خالد الوالبي مرسل .

                                                                          قال مصعب بن عبد الله الزبيري : هاجر النعمان بن مقرن ومعه سبعة إخوة له .

                                                                          وروى شعبة عن حصين قال : قال عبد الله بن مسعود : إن للإيمان بيوتا ، وإن للنفاق بيوتا ، وإن بيت آل مقرن من بيوت الإيمان .

                                                                          وروي عن النعمان بن مقرن أنه قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة ، وقال أبو عمر بن عبد البر : سكن البصرة وتحول عنها إلى الكوفة ، فوجهه سعد إلى كسكر ، فصالح أهل زندورد وقدم [ ص: 460 ] المدينة بفتح القادسية ، وورد حينئذ على عمر اجتماع أهل أصبهان ، وهمذان ، والري ، وأذربيجان ، ونهاوند ، فأقلقه ذلك ، وشاور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له علي بن أبي طالب : ابعث إلى أهل الكوفة ، فيسير ثلثاهم ، ويبقى ثلثهم على ذراريهم ، وابعث إلى أهل البصرة ، قال : فمن أستعمل عليهم أشر علي؟ فقال : أنت أفضلنا رأيا ، وأعلمنا فقال : لأستعملن عليهم رجلا يكون لها فخرج إلى المسجد ، فوجد النعمان بن مقرن يصلي ، فسرحه ، وأمره ، وكتب إلى أهل الكوفة بذلك ، وقد روي أنه كتب إلى النعمان بن مقرن ، يستعمله ليسير بثلثي أهل الكوفة ، وببعث أهل البصرة ، وقال : إن قتل النعمان فحذيفة ، وإن قتل حذيفة فجرير ، فخرج النعمان ومعه حذيفة والزبير ، والمغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن عمر كلهم تحت رايته ، وهو أمير الجيش ففتح الله عليه أصبهان فلما أتى نهاوند قال يا معشر المسلمين شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر اللهم ارزق النعمان شهادة بنصر المسلمين وفتح عليهم فأمن القوم ، وقال لهم : إني أهز اللواء ثلاث مرات ، فإذا هززت الثالثة فاحملوا ولا يلوي أحد على أحد ، وإن قتل النعمان فلا يلوي أحد على أحد ، فلما هز اللواء الثالثة حمل وحمل الناس معه ، فكان أول صريع ، وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم ، قال : وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى [ ص: 461 ] وعشرين ، وكان قتل النعمان بن مقرن يوم جمعة ، ولما جاء نعيه عمر بن الخطاب ، خرج فنعاه إلى الناس على المنبر ، ووضع يده على رأسه يبكي .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية