الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 411 ] من اسمه النعمان .

                                                                          6438 - (ع) : النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس ، ويقال : ابن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ، أبو عبد الله المدني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابن صاحبه ، وأمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة .

                                                                          قال الواقدي : ولد على رأس أربعة عشر شهرا من الهجرة ، وهو أول مولود ولد في الأنصار بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، [ ص: 412 ] وقيل : ولد بعد سنة أو أقل من سنة ، وقيل : ولد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثماني سنين ، وقيل : بست سنين ، والأول أصح; لأن الأكثر يقولون : ولد هو وعبد الله بن الزبير عام اثنين من الهجرة وروي عن جابر بن عبد الله أنه قال أنا أسن منه - يعني من النعمان بن بشير بنحو من عشرين سنة لقد جهدت أن أغزو بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبي يومئذ حبسني على بناته ، وما ولد النعمان قبل بدر إلا بثلاثة أشهر أو أربعة .

                                                                          وقال يحيى بن معين : أهل المدينة يقولون : لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأهل العراق يصححون سماعه منه .

                                                                          وقال فيما رواه عباس الدوري عنه ليس يروى عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فيه ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إلا في حديث الشعبي; فإنه يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الجسد مضغة ، والباقي من حديث النعمان إنما ، هو عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه سمعت .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) ، وعن خاله عبد الله بن رواحة [ ص: 413 ] ( خ ) ، وعمر بن الخطاب ( م ق ) ، وعائشة أم المؤمنين ( ت ق ) .

                                                                          روى عنه : أزهر بن عبد الله الحرازي الحمصي ( د س ) ، ومولاه وكاتبه حبيب بن سالم ( م 4 ) ، وحبيب بن يساف ( س ) ، على خلاف فيه ، والحسن البصري ( س ) ، وأبو القاسم حسين بن الحارث الجدلي ( د ) ، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ( خ م ت س ق ) ، وخيثمة بن عبد الرحمن الجعفي ( م ) ، وسالم بن أبي الجعد الغطفاني ( خ م ) ، ، وسماك بن حرب ( م 4 ) ، وعامر الشعبي ( ع ) ، وعبد الله بن عتبة بن مسعود ( ق ) ، على شك في ذلك ، وعبد الرحمن بن عرق الحمصي ( ق ) ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ( م د س ق ) ، وعروة بن الزبير بن العوام ( م د س ) ، وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل ، والعيزار بن حريث العبدي ( د س ) ، ومالك بن أدي بن زياد الأشجعي الحمصي ، وابنه محمد بن النعمان بن بشير ( خ م ت س ق ) ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح الكوفي ( س ) ، والمفضل بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي ( د س ) ، وأبو طلحة نعيم بن زياد الأنماري ( ف س ) ، والهيثم بن مالك الطائي ( بخ ) ، ويسيع الحضرمي ( بخ 4 ) ، وأبو إسحاق السبيعي ( خ م ت ) ، وأبو الأشعث الصنعاني ( ت سي ) ، وأبو سلام الأسود ( م ) ، وأبو صالح الحارثي ( سي ) ، وأبو عازب ( ق ) ، وأبو قلابة الجرمي ( د س ق ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة ، وقال : قال محمد بن عمر : ونزل النعمان بن بشير وولده الشام والعراق زمن معاوية ، ثم صار عامتهم بعد ذلك إلى المدينة وبغداد ، ولهم بقية وعقب .

                                                                          [ ص: 414 ] وقال أبو حاتم : كان أميرا على الكوفة تسعة أشهر .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم : له ولأبويه صحبة ، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وله ثماني سنين وسبعة أشهر ، كان أميرا للكوفة في عهد معاوية .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم ، أن أبا مسهر حدثهم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، أن أبا الدرداء ولي القضاء - يعني بدمشق ، ثم فضالة بن عبيد ، ثم النعمان بن بشير .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في تسمية من نزل حمص من الأنصار : النعمان بن بشير الأنصاري ، ولي على حمص ليزيد بن معاوية ، وحدث عنه جماعة من أهل حمص .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي ، قال : حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن سماك بن حرب ، أن معاوية استعمل النعمان بن بشير على الكوفة وكان والله من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم .

                                                                          وقال يزيد بن أيهم ، عن الهيثم بن مالك الطائي ، سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر : إن للشيطان مصالي وفخوخا ، وإن من مصالي الشيطان وفخوخه البطر بأنعم الله ، والفخر بعطاء الله ، والكبر على عباد الله ، واتباع الهوى في غير ذات الله .

                                                                          وقال القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي : [ ص: 415 ] حدثنا عبد الله بن أبي سعد ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسين بن الربيع ، قال : حدثنا الهيثم بن عدي قال : لما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص وفد عليه أعشى همدان قال : ما أقدمك أبا المصبح؟ قال : جئت لتصلني ، وتحفظ قرابتي ، وتقضي ديني ، قال : فأطرق النعمان ثم رفع رأسه ، ثم قال : والله ما شيء ثم قال هيه كأنه ذكر شيئا ، فقام فصعد المنبر ، فقال : يا أهل حمص وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفا هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف قدم عليكم يسترفدكم فما ترون منه قالوا أصلح الله الأمير احتكم له فأبى عليهم قالوا فإنا قد حكمنا له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين يعجلها له من بيت المال فعجل له أربعين ألف دينار فقبضها ثم أنشأ يقول :


                                                                          فلم أر للحاجات عند انكماشها كنعمان أعني ذا الندى ابن بشير .

                                                                              إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن
                                                                          كمدل إلى الأقوام حبل غرور .

                                                                              متى أكفر النعمان لم أك شاكرا
                                                                          وما خير من لا يقتدي بشكور

                                                                          .

                                                                          وقال بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه أنه أتى بيت المقدس يريد الصلاة فيه ، فجلس إلى رجل قد اجتمع الناس عليه ، فقال : من الرجل؟ فقلت رجل من أهل حمص ، قال : كيف وجدتم إمارة النعمان بن بشير؟ فذكرت خيرا قال : إذا أتيته فأقرئه مني السلام ، وقل له : إن فضالة بن عبيد يقول لك : قوله لك وقولك له فقلت والله ما أدري ما هذا قال : إني سأبينه لك لقيته بالمدينة ، وهو معني بالجهاد ، فقلت : أين تريد ؟فقال : إني ابتعت نفسي من الله [ ص: 416 ] أني أجاهد أو أهاجر إلى الشام ، ولا أزال فيها حتى يدركني الموت ، قال : فقلت له : لقد أفلحت إذا ولكني أرى فيك غير هذا! قال : فقال لي : ما رأيت في؟ فقلت : كأني بك أتيت الشام أتيت معاوية ، فدخلت عليه ، فانتسبت له ، فقلت أنا النعمان بن بشير بن سعد ، وخالي عبد الله بن رواحة ، فتقول له أقاويل وتحدثه بالخرافات فيستعملك على مدينة إما أن تهلكهم ، وإما أن يهلكوك .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرت عن أبي اليمان الحمصي ، عن إسماعيل بن عياش ، عن يزيد بن سعيد ، عن عبد الملك بن عمير ، أن بشير بن سعد جاء بالنعمان بن بشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع لابني هذا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تبلغ ما بلغت ثم يأتي الشام فيقتله منافق من أهل الشام .

                                                                          قال الهيثم بن عدي : قتله أهل حمص بعد مرج راهط .

                                                                          وقال أبو الحسن بن سميع : كان أميرا على حمص قتل في الفتنة أيام ابن الزبير .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأحمد بن عبد الله ابن البرقي ، وغير واحد : قتل سنة أربع وستين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط في موضع آخر : وفي أول سنة خمس وستين قتل النعمان بن بشير ، وكان حين قتل أهل المرج خرج من حمص ، فأتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله .

                                                                          [ ص: 417 ] وقال يعقوب بن سفيان : سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول : مات يزيد سنة أربع وستين ، وراهط سنة خمس وستين ، ولقيت الخيل النعمان بن بشير فقتل فيما بين دمشق وحمص يوم راهط ، وكان زبيريا .

                                                                          وقال علي بن عثمان النفيلي ، عن أبي مسهر : كان النعمان بن بشير عاملا على حمص لابن الزبير ، فلما تمرون أهل حمص خرج هاربا ، فأتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله .

                                                                          وقال علي بن محمد المدائني ، عن يعقوب بن داود الثقفي ، وغيره : لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط ، وكانت للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم ، فأراد النعمان بن بشير أن يهرب من حمص ، وكان عاملا عليها ، فخالف ودعا لابن الزبير ، فقتله أهل حمص .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، وأبو سليمان بن زبر الربعي : قتل سنة ست وستين ، زاد الغلابي بسلمية .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية