الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            631 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس [ ص: 113 ] المحبوبي، نا أبو عيسى ، حدثنا محمود بن غيلان، نا أبو داود الطيالسي ، نا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، حدثني عمي، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب ، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد ".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة .

                                                                            وقوله: "سمع الله لمن حمده" أي: تقبل الله منه حمده وأجابه، يقال: اسمع دعائي، أي: أجب، لأن غرض السائل الإجابة، فوضع السمع موضع الإجابة، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( إني آمنت بربكم فاسمعون ) أي: اسمعوا مني سمع الطاعة والقبول، ومنه [ ص: 114 ] الحديث "أعوذ بك من دعاء لا يسمع" أي: لا يجاب.

                                                                            وقوله "ربنا ولك الحمد" قيل: الواو في قوله "ولك" واو عطف على مضمر متقدم، كأنه قال: ولك الحمد على ما وفقتنا من القول الحسن، والعمل الصالح.

                                                                            قلت: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول الشافعي ، قال: يقول هذا في المكتوبة والتطوع، وقال بعض أهل الكوفة: يقولها في التطوع، ولا يقولها في المكتوبة.

                                                                            واختلف أهل العلم فيما يقول المأموم إذا رفع رأسه من الركوع، فقال قوم: يقول الإمام: سمع الله لمن حمده، والمأموم يقتصر على قوله: "ربنا لك الحمد" كما ورد في حديث أبي هريرة ، وهو قول الشعبي ، وبه قال مالك، وأحمد، وأبو حنيفة، وقال قوم: يقول: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، يجمع بينهما كالإمام، وهو قول ابن سيرين ، وعطاء ، وإليه ذهب الشافعي ، وإسحاق .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية