الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب إذا كان مع الإمام رجل واحد يقوم على يمينه.

                                                                            826 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا مسدد ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن عبد الله بن سعيد بن جبير ، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال: بت عند خالتي، "فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمت أصلي معه، فقمت عن يساره، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من أوجه عن ابن العباس، قال عطاء عن ابن عباس : فأخذني بيمينه، فأدارني من ورائه، فأقامني عن يمينه [ ص: 384 ] وفي هذا الحديث فوائد، منها صلاة النافلة بالجماعة، ومنها أن المأموم الواحد يقوم على يمين الإمام، وفيه من الأدب أن يمشي الصغير على يمين الكبير، ومنها جواز العمل اليسير في الصلاة، ومنها أن المأموم إذا تقدم على الإمام في الموقف لا يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدار ابن عباس من ورائه حتى أوقفه على يمينه، وكان إدارته بين يديه أيسر عليه، ومنها جواز الصلاة خلف من لم ينو الإمامة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم شرع في الصلاة منفردا، ثم ائتم به ابن عباس رضي الله عنه.

                                                                            وروي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، قال: "دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة، فوجدته يسبح، فقمت وراءه، فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه، فلما جاء يرفأ تأخرت، فصففنا وراءه". [ ص: 385 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية