الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            636 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا سفيان، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع رأسه من الركعة الثانية من الصبح قال: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين بمكة ، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق، عن الزهري .

                                                                            قوله: "اشدد وطأتك" فالوطأة: البأس في العقوبة، أي: خذهم أخذا شديدا، يقال: وطئنا العدو وطأة شديدة، ومنه [ ص: 120 ] قوله سبحانه وتعالى: ( لم تعلموهم أن تطؤوهم ) أي: تنالوهم بمكروه.

                                                                            وقيل في تفسير قوله سبحانه وتعالى: ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا ) على قراءة من قرأ مقصورا، أي: أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار، لأن الليل جعل ساكنا، ومنه الحديث: "وإن آخر وطأة وطئها الرحمن بوج" قيل: هي عبارة عن نزول بأسه به، قال علي بن مهدي: معناه عند أهل النظر: أن آخر ما أوقع الله بالمشركين بالطائف، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل فيها العدو.

                                                                            ووج: واد بالطائف قريب من حصنها.

                                                                            وقوله: "واجعلها عليهم سنين كسني يوسف" أراد بها القحوط، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) أي: بالقحوط، والسنة: هي الأزمة.

                                                                            وفي الحديث دليل على أن تسمية الرجال بأسمائهم فيما يدعو لهم وعليهم لا تفسد الصلاة. [ ص: 121 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية