الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب كيفية القعود للتشهدين.

                                                                            672 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، نا بندار ، نا أبو عامر العقدي، نا فليح بن سليمان المدني، حدثني العباس بن سهل الساعدي، قال: اجتمع أبو حميد ، وأبو أسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس، يعني للتشهد، فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته، ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بأصبعه، يعني السبابة". [ ص: 172 ] .

                                                                            هذا حديث حسن صحيح.

                                                                            قلت: وروينا عن أبي حميد في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا جلس في الركعة الآخرة، قدم رجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته".

                                                                            قلت: اختلف أهل العلم في القعود للتشهد، فذهب أكثرهم إلى أنه يقعد في التشهد الأول مفترشا، وكذلك بين السجدتين، وهو أن يقعد على بطن قدمه اليسرى، ويقعد في التشهد الآخر متوركا، وهو أن يخرج رجليه عن وركه اليمنى، فيضجع اليسرى، وينصب اليمنى، ويقعد على الأرض، وإليه ذهب الشافعي ، وأحمد، وإسحاق .

                                                                            وقال مالك: يقعد فيهما على الأرض متوركا.

                                                                            وقال سفيان الثوري : يقعد فيهما مفترشا قدمه اليسرى، وهو قول أصحاب الرأي.

                                                                            وروي أن عبد الله بن عمر رأى رجلا يتربع في الصلاة، فعاب [ ص: 173 ] عليه ذلك، فقال له الرجل: إنك تفعل ذلك، فقال: إني أشتكي. [ ص: 174 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية