الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            776 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله الصنابحي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان، فإذا ارتفعت فارقها، ثم إذا استوت قارنها، فإذا زالت الشمس فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها"، "ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في تلك الساعات".

                                                                            الصنابحي ليس له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق، وقد روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أبو عبد الله الصنابحي، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، ذكره أبو عيسى [ ص: 321 ] قوله: "ومعها قرن الشيطان" قيل: أراد به حزبه، قال الله سبحانه وتعالى: ( وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ) والمراد بالقرن ههنا: عبدة الشمس، فإنهم يسجدون للشمس في هذه الأوقات، وقيل: قرن الشيطان أي: قوته، من قولهم: فلان مقرن لهذا الأمر، أي: مطيق له، وهو مثل يريد به التسلط، وذلك [ ص: 322 ] لأن الشيطان إنما يقوى أمره في هذه الأوقات، لأنه يسول لعبدة الشمس أن يسجدوا لها في هذه الأوقات الثلاثة.

                                                                            وقيل: معناه: أن الشيطان يدني رأسه من الشمس في هذه الساعات حتى يكون طلوعها وغروبها بين قرنيه، وهما جانبا رأسه من الشمس، فينقلب سجود عبدة الشمس للشمس عبادة للشيطان.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية