الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            771 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، حدثنا أبو عيسى ، نا قتيبة ، نا محمد بن يزيد بن خنيس، نا الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: قال لي ابن جريج [ ص: 314 ] أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس ، قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها وهي تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، وضع عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود.

                                                                            قال الحسن: قال ابن جريج : قال لي جدك: قال ابن عباس : فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سجدة، ثم سجد، فقال ابن عباس : فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة ".

                                                                            قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه [ ص: 315 ] قلت: السنة إذا أراد السجود للتلاوة أن يكبر، روي عن ابن عمر قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة، كبر، وسجد وسجدنا معه".

                                                                            وهو قول أكثر أهل العلم.

                                                                            وكان الشافعي ، وأحمد يقولان: يرفع يديه.

                                                                            وعن ابن سيرين ، وعطاء : إذا رفع رأسه من السجود سلم، وبه قال إسحاق ، وكان أحمد لا يعرف التسليم في هذا.

                                                                            وإذا قرأ وهو راكب سجد بالإيماء، فإن كان ماشيا سجد متمكنا على الأرض.

                                                                            والسنة للمستمع أن يسجد بسجود التالي، قلت: فإن لم يسجد التالي، فلا يتأكد في حقه.

                                                                            وقال مالك، والشافعي : إذا لم يكن قعد لاستماع القرآن، فإن شاء سجد، وإن شاء لم يسجد. [ ص: 316 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية