الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            573 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى الترمذي، حدثنا الحسن بن عرفة، ويحيى بن موسى، قالا: نا أبو معاوية ، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة ، [ ص: 38 ] عن عائشة ، قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك ".

                                                                            ورواه أبو سعيد الخدري، قال أبو عيسى : وحديث أبي سعيد أشهر شيء في هذا الباب، ولم يصححه أحمد.

                                                                            قوله: "وبحمدك" قيل: معناه: وبحمدك أبتدئ، وكذلك الباء في بسم الله معناه: أبدأ باسم الله، وقيل: معناه: وبحمدك سبحتك، أي: لك الحمد على ما وفقتني تسبيحك.

                                                                            وقد اختلف أهل العلم فيما تستفتح به الصلاة من الذكر بعد التكبير، [ ص: 39 ] فذهب الشافعي إلى حديث علي، وذهب سفيان، وأحمد، وإسحاق ، وأصحاب الرأي إلى حديث عائشة ، ويروى ذلك عن عمر أنه حين كبر قال: "سبحانك اللهم، وبحمدك. . ." إلى آخره.

                                                                            وكان مالك لا يقول شيئا من ذلك، إنما يكبر ويقرأ: ( الحمد لله رب العالمين ) .

                                                                            وقد روي غير هذا من الذكر في افتتاح الصلاة، وهو من الاختلاف المباح، فبأيها استفتح جاز.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية