الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            829 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.

                                                                            ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله [ ص: 388 ] الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أخبرنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا سفيان، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه سمع عمه أنس بن مالك ، يقول: "صليت أنا ويتيم لنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، وأم سليم خلفنا".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه محمد، عن عبد الله بن محمد، عن سفيان.

                                                                            وروي عن موسى بن أنس ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى به، وبأمه، أو خالته، قال: "فأقامني عن يمينه، وأقام المرأة خلفنا" [ ص: 389 ] قلت: وفي الحديث دليل على تقديم الرجال على النساء في الموقف، وأن الصبي يقف مع الرجال، لأنه يجوز أن يكون إماما للرجال، قلت: فإن كثر الرجال والصبيان، يتقدم الرجال، ثم الصبيان، ثم النسوان، لما روي عن أبي مالك الأشعري ، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام الصلاة، فصف الرجال، وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى بهم".

                                                                            وعلى هذا القياس إذا صلى على جماعة من الموتى، يجعل أفضلهم مما يلي الإمام، فيكون الرجل أقربهم منه، ثم الصبي، ثم الخنثى، ثم المرأة، فإن دفنوا في قبر واحد يقدم أفضلهم إلى القبلة، فيقدم الرجل، ثم الصبي خلفه، ثم الخنثى، ثم المرأة آخرهم.

                                                                            وهذا الذي ذكرنا قول عامة أهل العلم، أن الإمام إذا صلى برجلين يتقدم عليهما. [ ص: 390 ] .

                                                                            روي عن ابن مسعود ، أنه صلى بعلقمة ، والأسود ، فأقام أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. [ ص: 391 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية