الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            803 - وأخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، أن عبد الله بن أرقم كان يؤم أصحابه، فحضرت الصلاة يوما، فذهب لحاجته، ثم رجع، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إذا وجد أحدكم الغائط، فليبدأ به قبل الصلاة".

                                                                            هذا حديث صحيح، ورواه غيره عن هشام بهذا الإسناد، عن عبد الله بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة، ووجد [ ص: 360 ] أحدكم الغائط، فليبدأ بالغائط".

                                                                            وقد قال غير واحد من الصحابة، والتابعين: إنه لا يقوم إلى الصلاة وهو يجد شيئا من الغائط، أو البول.

                                                                            وقال بعض أهل العلم: لا بأس أن يصلي ما لم يشغله.

                                                                            وقال أحمد، وإسحاق : لا يقوم إلى الصلاة وهو يجد شيئا منهما، فإن دخل في الصلاة، فوجد شيئا من ذلك، فلا ينصرف ما لم يشغله.

                                                                            وهذا كله إذا كان في الوقت سعة، فإن كان فيه ضيق يخاف فوته لو اشتغل بالأكل، أو تفريغ النفس، فلا يعرج على شيء سوى الصلاة.

                                                                            وفي بعض الروايات "لا يصلين أحدكم وهو زناء"، وهو الحاقن، يقال: زنأ بوله، يزنأ زنوءا: إذا احتقن، وأزنأ الرجل بوله: إذا حقنه.

                                                                            وقال علي: من وجد في بطنه رزا فليتوضأ.

                                                                            قال أبو عبيد : هو الصوت كالقرقرة.

                                                                            وقال القتيبي: هو غمز الحدث، وحركته. [ ص: 361 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية