الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            852 - وأخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي، أخبرنا أبو طاهر الزيادي، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه، قال: نا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا [ ص: 422 ] ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا، فصلوا جلوسا أجمعين "، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن محمد، وأخرجه مسلم، عن محمد بن رافع، كلاهما، عن عبد الرزاق .

                                                                            قلت: اختلف أهل العلم فيما إذا صلى الإمام قاعدا بعذر، هل يقعد القوم خلفه؟ فذهب جماعة إلى أنهم يقعدون خلفه، وبه قال من الصحابة: جابر بن عبد الله ، وأسيد بن حضير ، وأبو هريرة ، وغيرهم، وهو قول أحمد، وإسحاق .

                                                                            وقال مالك: لا ينبغي لأحد أن يؤم الناس قاعدا. [ ص: 423 ] .

                                                                            وذهب جماعة إلى أن القوم يصلون خلفه قياما، وهو قول سفيان الثوري ، وابن المبارك، والشافعي ، وأصحاب الرأي، وقالوا: حديث أبي هريرة منسوخ بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في مرضه الذي مات فيه قاعدا، والناس خلفه قيام، وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية