الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            553 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى الترمذي، نا علي بن حجر، أنا إسماعيل بن جعفر ، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن أبيه، عن جده، [ ص: 7 ] عن رفاعة بن رافع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوما، قال رفاعة: ونحن معه، إذ جاءه رجل كالبدوي، فصلى وأخف صلاته، ثم انصرف، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وعليك، فارجع فصل، فإنك لم تصل"، فرجع فصلى، ثم جاء فسلم عليه، فقال: "وعليك، ارجع فصل فإنك لم تصل"، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وعليك، فارجع فصل، فإنك لم تصل"، فعاف الناس، وكبر عليهم أن يكون من أخف صلاته لم يصل، فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني وعلمني، فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فقال: "أجل، إذا قمت إلى الصلاة، فتوضأ كما أمرك الله، ثم تشهد، وأقم، فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله، ثم اركع فاطمئن راكعا، ثم اعتدل قائما، ثم اسجد واعتدل ساجدا، ثم اجلس فاطمئن جالسا، ثم قم، فإذا فعلت ذلك، فقد تمت صلاتك، فإن انتقصت منه [ ص: 8 ] شيئا، انتقصت من صلاتك"، قال: فكان هذا أهون عليهم من الأولى، أنه من انتقص من ذلك شيئا انتقص من صلاته، ولم تذهب كلها.

                                                                            قال أبو عيسى : هذا حديث حسن، وقد روي، عن رفاعة هذا الحديث من غير وجه، وقد صح مثله، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                            وفيه دليل على وجوب القراءة في الصلاة، فإن كان يحسن الفاتحة، يجب قراءتها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب"، فإن لم يحسن الفاتحة، ويحسن شيئا غيرها من القرآن، يجب أن يقرأ [ ص: 9 ] سبع آيات من حيث يحسن، فإن لم يحسن، يسبح الله، ويحمده، ويهلله.

                                                                            وقد روي عن عبد الله بن أبي أوفى ، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا، فعلمني ما يجزئني، قال: " قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله "، قال: يا رسول الله، هذا لله، فما لي؟ قال: " قل: اللهم ارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني "، ولو صلى فنسي القراءة أعاد.

                                                                            وروي عن عمر، أنه صلى بالناس المغرب، فلم يقرأ فيها، فلما انصرف، قيل له: ما قرأت، قال: فكيف كان الركوع والسجود؟ فقالوا: حسنا، فقال: لا بأس إذا.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية