الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            764 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى ، نا قتيبة ، نا سفيان بن عيينة ، عن أيوب بن موسى ، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة ، قال: "سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقرأ باسم ربك، وإذا السماء انشقت".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، [ ص: 302 ] وعمرو الناقد، عن سفيان بن عيينة .

                                                                            قلت: عدد سجود القرآن أربعة عشر عند أكثر العلماء: ثلاث منها في المفصل، وهو قول الثوري، وابن المبارك، والشافعي ، وأصحاب الرأي، وأحمد، وإسحاق .

                                                                            وذهب قوم إلى أنه ليس في المفصل سجود، يروى ذلك عن أبي بن كعب ، وابن عباس ، وابن عمر ، وهو قول مالك.

                                                                            روي عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة ".

                                                                            قلت: والأول أولى، لأنه قد صح عن أبي هريرة : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقرأ، وإذا السماء انشقت وأبو هريرة من متأخري الإسلام. [ ص: 303 ] .

                                                                            وروي عن عمرو بن العاص ، "أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتين".

                                                                            وإلى هذا ذهب جماعة، منهم: ابن المبارك ، وأحمد، وإسحاق . [ ص: 304 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية