ذكر ما يستحب أن يفعل قبل الخروج إلى الاستسقاء
روينا عن عمر بن عبد العزيز ، أنه كتب إلى ميمون بن مهران ، إني كتبت إلى أهل الأمصار أن يخرجوا يوم كذا وكذا، شهر كذا وكذا يستسقوا، ومن استطاع أن يصوم أو يتصدق فليفعل فإن الله يقول: ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) ، وقولوا كما قال أبواكم: [ ص: 361 ] ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ، وقولوا كما قال نوح: ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) ، وقولوا كما قال موسى: ( رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) ، وقولوا كما قال يونس: ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
وكان الشافعي يقول: يستحب لهم إذا أرادوا الاستسقاء أن يصوموا ثلاثة أيام ويخرجوا في اليوم الرابع صياما، وليس بواجب، قال: وأولى ما يتقربون به إلى أداء ما يلزمهم من مظلمة في دم أو مال، أو عرض، ثم صلح المشاحن والمهاجر، ثم يتطوعون بصدقة، وصلاة، وذكر وغيره من البر.


