الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر إنصات من لا يسمع الخطبة

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الكلام والمتكلم لا يسمع الخطبة، فرأت طائفة الإنصات سمع الخطبة أو لم يسمعها،كان عثمان بن عفان يقول: للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للسامع المنصت، ورأى ابن عمر رجلا يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة، فرماه بحصى، فلما نظر إليه وضع يده على فيه، وقال عبد الله بن مسعود : إذا رأيت الشيخ يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فاقرع رأسه بالعصا، وروينا عن ابن عباس وابن عمر أنهما كانا يكرهان الصلاة والكلام يوم الجمعة بعد خروج الإمام.

                                                                                                                                                                              1800 - أخبرنا الربيع بن سليمان ، قال: أخبرنا الشافعي ، قال: أنا مالك ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن مالك بن أبي عامر، أن عثمان بن عفان ، كان يقول في خطبته، قل ما يدع ذلك إذا خطب: "إذا قام الإمام فخطب يوم الجمعة فاسمعوا وأنصتوا، فإن [ ص: 78 ] للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للسامع المنصت".

                                                                                                                                                                              1801 - حدثنا موسى بن هارون ، قال: نا أبو بكر ، قال: نا عبد الله بن نمير، قال: نا عبيد الله، عن نافع ، عن ابن عمر ، "أنه رأى رجلا يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة، فرماه بحصى، فلما نظر إليه وضع يده على فيه".

                                                                                                                                                                              وكان الشافعي يقول: إذا ابتدأ الإمام في الكلام لم أحب أن يتكلم حتى يقطع الإمام الخطبة الآخرة. وبه قال أبو ثور ، وكان عروة بن الزبير لا يرى بأسا بالكلام إذا لم يسمع الخطبة يوم الجمعة.

                                                                                                                                                                              وروينا عن إبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم بن مهاجر، والشعبي ، وأبي بردة أنهم كانوا يتكلمون والإمام يخطب، وقال بعضهم: إنا لم نؤمر أن ننصت لهذا.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : ليس لأحد أن يتكلم والإمام يخطب على ظاهر حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا تكلمت يوم الجمعة فقد لغوت والإمام يخطب"، فالكلام غير جائز والإمام يخطب على ظاهر هذا الحديث. [ ص: 79 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية