الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر صلاة القوم تفوتهم الجمعة

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن من فاتته الجمعة أن يصلي أربعا.

                                                                                                                                                                              واختلفوا في القوم تفوتهم الجمعة. [ ص: 117 ]

                                                                                                                                                                              فقالت طائفة: يصلون جماعة، روي هذا القول عن عبد الله بن مسعود ، وفعله الحسن بن عبيد الله ، وزر، وقال الثوري: ربما فعلته أنا، والأعمش .

                                                                                                                                                                              1847 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري، عن الحسن بن عبيد الله ، قال: "صليت أنا وزر، فأمني وفاتتنا الجمعة، فسألت إبراهيم ، فقال: فعل ذلك عبد الله بن علقمة ، والأسود ، قال سفيان : ربما فعلته أنا، والأعمش ".

                                                                                                                                                                              وبه قال إياس بن معاوية ، وأحمد بن حنبل ، وكان الشافعي يقول: لا أكره جمعها إلا أن يجمعها استخفافا بالجمعة، أو رغبة عن الصلاة خلف الأئمة، وآمر أهل السجن، وأهل الصناعات من العبيد أن يجمعوا، وكان إسحاق يرى للقوم يفوتهم الجمعة، أن يصلوا جماعة.

                                                                                                                                                                              وقال إسحاق ، وأبو ثور فيمن حبس، والمرضى: لا بأس أن يصلوا يوم الجمعة جماعة الظهر، وكان مالك يرخص لأهل السجن، والمسافر، والمرضى أن يجمعوا، واختلف قوله في القوم تفوتهم الجمعة، فحكى بشر بن عمر عنه أنه قال: إن شاؤوا صلوا فرادى، وإن شاؤوا جماعة، وحكى ابن القاسم عنه، أنه قال: لا يصلون إلا أفذاذا. [ ص: 118 ]

                                                                                                                                                                              وكرهت طائفة أن يصلي من فاتته الجمعة جماعة، وممن روي عنه أنه كره ذلك الحسن، وأبو قلابة، وهو قول الثوري، والنعمان .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : لا معنى لكراهية من كره ذلك بل يستحب ذلك، ويرجى لمن فعل ذلك ممن له عذر في التخلف عن الجمعة، فضل الجماعة.

                                                                                                                                                                              1848 - أخبرنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي ، قال: أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ وحده بخمس وعشرين جزء".

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية