الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الكلام بعد فراغ الإمام من الخطبة قبل دخوله في الصلاة

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : اختلف أهل العلم في الكلام بعد فراغ الإمام من الخطبة قبل أن يدخل في الصلاة، فرخصت طائفة في ذلك، وممن كان لا يرى به بأسا طاوس ، وعطاء ، والزهري ، وحماد بن أبي سليمان ، وبكر بن عبد الله ، وإبراهيم النخعي ، وهو قول مالك ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبي ثور ، ويعقوب ، ومحمد ، وروينا عن ابن عمر أنه قال: لا بأس بالكلام إذا نزل الإمام من المنبر يوم الجمعة حتى يكبر".

                                                                                                                                                                              1810 - حدثنا محمد بن علي ، قال: نا سعيد بن منصور ، قال: نا إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن سالم، عن أبيه قال: "لا بأس بالكلام إذا نزل الإمام من المنبر يوم الجمعة حتى يكبر".

                                                                                                                                                                              وكان الحكم بن عتيبة يكره ذلك، وروي عن طاوس رواية توافق قول الحكم خلاف الرواية الأولى.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : قد كان الكلام مباحا قبل خطبة الإمام، وقد أمر [ ص: 88 ] الناس بالإنصات لإمامهم إذا خطب، فإذا انقضت الخطبة رجعت الإباحة، والأخبار دالة على ذلك، وهو قوله: " إذا قلت لصاحبك: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت " وقد روينا في هذا الباب حديثا يدل على ما قلناه.

                                                                                                                                                                              1811 - حدثنا موسى بن هارون ، قال: نا أبو بكر ، قال: نا وكيع ، عن جرير بن حازم، عن ثابت ، عن أنس، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوم الجمعة من المنبر، فيقوم معه الرجل فيكلمه في الحاجة، ثم ينتهي إلى مصلاه فيصلي".

                                                                                                                                                                              واختلفوا في الكلام بين الخطبتين، فكرهت طائفة الكلام بينهما، وممن كره ذلك مالك ، والأوزاعي ، وهو قول الشافعي ، وإسحاق . [ ص: 89 ]

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن الحسن البصري أنه قال: لا بأس بالكلام بين الخطبتين، وإذا نزل الإمام عن المنبر. وكان حسن يكرهه.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية