إسلام ويب - الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف - كتاب السفر - جماع أبواب صلاة التطوع بالليل

إثبات القنوت في الوتر

قال أبو بكر: لم نجد في هذا الباب خبرا أعلى من خبر بريد، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، وأنا أذكره بعد في باب الدعاء في القنوت إن شاء الله.

وقد اختلف أهل العلم في القنوت في الوتر؛ فرأت طائفة أن يقنت في السنة كلها في الوتر، وممن رأى ذلك عبد الله بن مسعود ، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، وإسحاق، وأبو ثور.

وفيه قول ثان: وهو أن لا يقنت إلا في النصف من شهر رمضان، روي ذلك عن علي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب، وكان ابن عمر يفعل ذلك.

2690 - حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان لا يقنت [ ص: 208 ] إلا في النصف، يعني من رمضان.

2691 - وقال: حدثنا أبو بكر، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي: أنه كان يقنت في النصف من رمضان.

2692 - حدثنا موسى، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن: أن أبيا أم الناس في خلافة عمر، فصلى بهم النصف من رمضان لا يقنت، فلما مضى النصف قنت بعد الركوع، فلما دخلت العشر أبى وخلا عنهم، فصلى بهم العشر معاذ القارئ خلافة عمر.

وبه قال محمد بن سيرين، وسعيد بن أبي الحسن، ويحيى بن وثاب، والزهري، وبه قال مالك بن أنس، والشافعي، وأحمد. قال الشافعي : كذلك كان يفعل ابن عمر، ومعاذ القارئ.

وفيه قول ثالث: وهو أن يقنت في السنة كلها في الوتر إلا في النصف الأول من رمضان، كذلك قال الحسن خلاف القول الأول. وبه قال قتادة، وبلغني أن معمرا كان يفتي به. [ ص: 209 ]

وفيه قول رابع: وهو أن لا يقنت في الوتر ولا في الصبح، روي ذلك عن ابن عمر خلاف الرواية الأولى.

2693 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع : أن ابن عمر كان لا يقنت في الصبح ولا في الوتر أيضا.

وروي عن طاوس أنه قال: القنوت في الوتر بدعة. وحكى ابن وهب عن مالك أنه قال: ما أقنت أنا في الوتر في رمضان ولا غيره، ولا أعرف القنوت قديما.