الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              [ ص: 5 ] جماع أبواب صلاة الخوف

                                                                                                                                                                              ذكر صلاة الإمام في شدة الخوف لكل طائفة ركعة

                                                                                                                                                                              ليكون للإمام ركعتان ولكل طائفة ركعة.

                                                                                                                                                                              2329 - حدثنا علي بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن الوليد، عن سفيان، قال: حدثنا الأشعث، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي، قال: كنا عند حذيفة بطبرستان فقال سعيد بن العاص: أيكم شهد صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال حذيفة: أنا، فقام فصف خلفه، وصف موازي العدو، وصلى بهم ركعة، ثم ذهب هؤلاء إلى مصافهم وجاء أولئك فصلى بهم ركعة، ثم سلم بهم.

                                                                                                                                                                              2330 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم مثل صلاة حذيفة .

                                                                                                                                                                              2331 - وحدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج، ثنا أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في الصلاة عند شدة الخوف؛ فقالت طائفة: [ ص: 6 ] الصلاة عند شدة الخوف ركعة - على ظاهر هذه الأخبار - كان جابر بن عبد الله يقول في الركعتين في السفر: ليستا بقصر، إنما القصر واحدة عند القتال.

                                                                                                                                                                              2332 - حدثنا يحيى بن منصور، حدثنا سويد، ثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - عن المسعودي، عن يزيد الفقير، قال: سمعت جابر بن عبد الله يسئل عن الركعتين في السفر أقصر هما؟ قال: لا، إنما القصر واحدة عند القتال، وإن الركعتين في السفر ليستا بقصر.

                                                                                                                                                                              وممن رأى أن يصلي عند المسايفة ركعة يومئ بها إيماء، أينما كان وجهه، ماشيا كان أو راكبا، فكان الحسن البصري، ومجاهد، والحكم، وحماد، وقتادة، يقولون: ركعة يومئ بها، وروي ذلك عن عطاء، والضحاك بن مزاحم، غير أن الضحاك قال: فإن لم يقدر؛ كبر تكبيرتين حيث كان وجهه، وقال إسحاق: أما عند الشدة فتجزيك ركعة، تومئ بها إيماء، فإن لم تقدر فسجدة واحدة، فإن لم تقدر فتكبيرة؛ لأنها ذكر (الله) .

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: يصلي ركعتين. ذكر ذلك الزهري، عن سالم، عن ابن عمر.

                                                                                                                                                                              2333 - حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، قال: إذا طلب الأعداء فقد حل لهم أن يصلوا قبل أي وجه كانوا، رجالا كانوا أو ركبانا، ركعتين يومئون إيماء، ذكره [ ص: 7 ] الزهري عن سالم، عن ابن عمر.

                                                                                                                                                                              وبه قال النخعي، والثوري، والشافعي، وهو مذهب مالك، والنعمان، وأكثر المفتين من علماء الأعصار.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية