الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              جماع أبواب السجود

                                                                                                                                                                              ذكر القارئ يقرأ السجدة بعد صلاة العصر

                                                                                                                                                                              وبعد صلاة الصبح


                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في السجود بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس؛ فكرهت طائفة أن يقرأ السجدة في هذين الوقتين، كره ذلك مالك بن أنس.

                                                                                                                                                                              وقال أحمد: لا يسجد إذا قرأ السجدة بعد الصبح وبعد [العصر] ولا يعيدها.

                                                                                                                                                                              وقال إسحاق: يعيدها إذا غربت الشمس.

                                                                                                                                                                              وقال أبو ثور: إذا قرأ سجدة بعد العصر أو بعد الفجر لم يسجد فيها. وقد كان ابن عمر يصيح عليهم إذا رآهم - يعني القصاص - يسجدون بعد الصبح.

                                                                                                                                                                              وروينا عن كعب بن عجرة أنه قرئت عنده السجدة قبل طلوع الشمس فلم يسجد حتى طلعت الشمس ثم سجد.

                                                                                                                                                                              وروينا عن أبي أمامة أنه كان إذا رأى أنهم يقرؤون آية أو سورة فيها سجدة بعد العصر لم يجلس معهم [ ص: 283 ]

                                                                                                                                                                              2840 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، قال: كان ابن عمر يصيح عليهم إذا رآهم - يعني القصاص - يسجدون بعد الصبح، قال معمر: وأخبرنيه أيوب، عن نافع .

                                                                                                                                                                              2841 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، عن الحجاج، عن طلحة بن مصرف، عن المسيب بن رافع، أن كعب بن عجرة قرئت عنده السجدة قبل طلوع الشمس فلم يسجد حتى طلعت الشمس، ثم سجد.

                                                                                                                                                                              2842 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج، قال: ثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الله بن عتبة، أن أبا أيوب الأنصاري كان يحدثهم، حتى إذا بزغت الشمس قرأ السجدة فسجد، ثم يقول: إن الشيطان إذا رأى ابن آدم ساجدا بكى ويقول: ابن آدم دخل الجنة بالسجود، ودخلت أنا النار بالسجود.

                                                                                                                                                                              2843 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن حيان، عن أبي غالب، أن أبا أمامة كان يكره الصلاة بعد العصر حتى تغرب، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس، وكان أهل الشام يقرؤون السجدة، وكان أبو أمامة إذا رأى أنهم يقرؤون - يعني سورة فيها سجدة - بعد العصر لم يجلس معهم [ ص: 284 ]

                                                                                                                                                                              وكان سعيد بن المسيب ينهى عن سجدة القرآن بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس.

                                                                                                                                                                              ورخصت طائفة في السجود بعد العصر وبعد الصبح، روينا عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت القرآن فأتيت على السجدة فاسجد أي ساعة كانت، ولا يختصرن السجدة من يقرأ القرآن فيسجد فيها. وقرأ الحسن البصري سجدة بعد العصر فسجد، وممن روي عنه أنه قال: يسجد بعد صلاة العصر وقبل طلوع الشمس: عطاء، وسالم، والقاسم، وعكرمة، وكان النخعي يقول: إذا قرأ السجدة بعد الغداة، أو بعد العصر سجد إذا كان وقت صلاة. وقال حماد بن أبي سليمان: إذا كان في وقت صلاة، فلا بأس.

                                                                                                                                                                              وقال الشافعي : من قرأ سجدة بعد العصر، أو بعد الصبح، أو بعد الفجر فليسجد.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي في السجدة يقرؤها بعد العصر قبل أن تغيب الشمس، وبعد ما صلى الفجر قبل أن تطلع الشمس - قالوا: يسجدها [ ص: 285 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية