الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر صفة أخذ الميت عند إدخاله القبر

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في صفة الميت عند إدخاله القبر؛ فقالت طائفة: يسل سلا من قبل رجل القبر، روينا هذا القول عن ابن عمر، وأنس بن مالك، وعبد الله بن يزيد الأنصاري، والشعبي، والنخعي .

                                                                                                                                                                              3166 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا عبد الأعلى، عن هشام، عن ابن سيرين قال: كنت مع أنس بن مالك في جنازة، فأمر بالميت فأدخل من قبل رجليه.

                                                                                                                                                                              3167 - [حدثنا] إسماعيل، قال: حدثنا أبو بكر، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن ابن عمر، أنه أدخل ميتا من [ ص: 500 ] قبل رجليه.

                                                                                                                                                                              وبه قال الشافعي، وقال: هذا من الأمور العامة التي يستغنى فيها عن الحديث، [ويكون الحديث فيها كالتكليف بعموم معرفة الناس لها و]رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون، والأنصار بين أظهرنا ينقل إلينا العامة عن العامة [لا يختلفون] في ذلك أن الميت يسل سلا.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: يؤخذ الميت من القبلة معترضا. روي هذا القول عن علي، وابن الحنفية.

                                                                                                                                                                              3168 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، عن عمر بن سعد، (قال أبو بكر: الصحيح) أن عليا أخذ يزيد بن المكفف من قبل القبلة.

                                                                                                                                                                              وبه قال إسحاق.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: لا بأس أن يدخل الميت من نحو رأس القبر، أو رجليه، أو وسطه هذا قول مالك. وقال أحمد بن حنبل: من حيث يكون أسهل عليهم.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: قد روينا في هذا الباب حديثين أحدهما.

                                                                                                                                                                              من حديث حجاج بن أرطاة عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذه من قبل القبلة - يعني الميت. [ ص: 501 ]

                                                                                                                                                                              3169 - والآخر من حديث أبي الطاهر مولى عثمان بن علي، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم سل في قبره سلا.

                                                                                                                                                                              وليس منهما ثابت، والذي أحب أن يفعله ما يفعله أهل الحجاز قديما وحديثا يسلون الميت سلا من قبل رجل القبر، وإن فعل فاعل غير ذلك فلا شيء عليه.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية