الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الدعاء في قنوت الوتر

                                                                                                                                                                              أحسن شيء روي في دعاء الوتر حديث الحسن بن علي:

                                                                                                                                                                              2713 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زهير.

                                                                                                                                                                              2714 - وحدثنا علان بن المغيرة، قال: ثنا عمرو بن خالد، قال: ثنا زهير، قال: ثنا أبو إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت"، قال: يقوله في الوتر. [ ص: 218 ]

                                                                                                                                                                              وجاء في الحديث عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول في القنوت في الوتر: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك، اللهم خالف بين قلوبهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك ويكفرك، بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. وكان عبيد بن عمير - وهو الراوي هذا الحديث عن عمر بن الخطاب - يقول: بلغني أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود، وأنه يوتر بهما كل ليلة.

                                                                                                                                                                              2715 - حدثناه إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرنا عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يأثر عن عمر بن الخطاب أنه قال ذلك. [ ص: 219 ]

                                                                                                                                                                              وممن روينا عنه أنه قنت بالسورتين: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب، وقد رويت في القنوت أخبارا، وقد ذكرتها في كتاب قيام الليل.

                                                                                                                                                                              وقد روي عن النخعي أنه كان يقول: قدر قنوت الوتر، قدر قراءة ( إذا السماء انشقت ) ، وذكر قول النخعي هذا لأحمد بن حنبل فقال: هذا قليل يعجبني أن يزيد.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: كان يقال: مقدار القيام في القنوت مقدار ( إذا السماء انشقت ) ، و ( والسماء ذات البروج ) ، وليس فيه دعاء موقت. وقال إسحاق كنحو من قولهم، غير أنه قال: يقنت بالسورتين.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية