الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر استحباب أن يقف الإمام بعد التكبيرة الرابعة

                                                                                                                                                                              وقفة يدعو فيها قبل التسليم


                                                                                                                                                                              3147 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا [وهب] بن جرير، قال: حدثنا شعبة، عن الهجري، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: ماتت ابنة لي فخرجت في جنازتها على بغلة خلف الجنازة، فجعل النساء يرثين، فقال عبد الله بن أبي أوفى: لا ترثين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن [ ص: 488 ] المراثي، ولكن لتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت، ثم صلى عليها فكبر أربعا، فقام بعد التكبيرة الرابعة كقدر ما بين التكبيرتين يستغفر لها ويدعو، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.

                                                                                                                                                                              وكان أحمد بن حنبل يرى أن يقف بعد الرابعة قبل التسليم، (فاحتج) بهذا الحديث وقال: لا أعرف شيئا يخالفه. واستحب ذلك إسحاق بن راهويه.

                                                                                                                                                                              وقد اختلف في الدعاء على الميت؛ فكان سفيان الثوري يقول: بحديث عائشة. وذكر إسحاق الدعاء الذي في حديث عائشة، فقال: إن دعا به فهو أحب إلينا. وقال الأوزاعي بحديث أبي إبراهيم عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على الميت: "اللهم اغفر لأولنا وآخرنا، وحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وذكرنا وأنثانا، وصغيرنا وكبيرنا".

                                                                                                                                                                              3148 - حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا بشر بن أبي كثير، قال: ثنا [ ص: 489 ] الأوزاعي، قال: ثنا يحيى ابن أبي كثير قال: حدثني أبو إبراهيم رجل من عبد الأشهل عن أبيه.

                                                                                                                                                                              وكان الشافعي، يذكر دعاء قد ذكرته عنه في غير هذا الموضع.

                                                                                                                                                                              وقال إسحاق: إذا كبر الثانية صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وأحب الصلاة إلينا على النبي صلى الله عليه وسلم ما وصفه ابن مسعود، لأنه أكمل ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم اجعل صلاتك وبركاتك ورحمتك على إمام المتقين وسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

                                                                                                                                                                              وكان سعيد بن المسيب، والنخعي يقولان: ليس فيه دعاء - قال [ ص: 490 ] إبراهيم: معلوم، وقال سعيد: مؤقت. وقال ابن القاسم: (ما علمت أنه - يعني ما لها ذكر إلا الدعاء على الميت قط) .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية