الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر صفة السير بالجنازة

                                                                                                                                                                              ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أسرعوا بالجنازة".

                                                                                                                                                                              3005 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسرعوا بالجنازة؛ فإن تك صالحة تقدمونها إليه، وإن تك شرا تضعونه عن رقابكم".

                                                                                                                                                                              3006 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا هشيم، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة قال: رأيتنا وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يرمل بالجنازة رملا.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: وبحديث أبي هريرة أقول، وخبر أبي بكرة مثله.

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ أنه قال لابنه حين حضرته الوفاة: إذا خرجتم بي فأسرعوا بي المشي.

                                                                                                                                                                              وأوصى عمران بن حصين قال: إذا أنا مت فخرجتم بي فأسرعوا.

                                                                                                                                                                              وقال أبو هريرة : أسرعوا بجنائزكم. [ ص: 410 ]

                                                                                                                                                                              وقال عبد الله بن جعفر في جنازة طلعت عليه، فأقبل علينا يتعجب من إبطاء مشيهم، فقال: عجبا لما تغير من حال الناس، والله إن كان إلا الجمز، وإن كان الرجل ليلاحي الرجل فيقول: يا عبد الله! اتق الله، فوالله لكأنه قد جمز بك.

                                                                                                                                                                              وقال أبو سعيد الخدري: ما من جنازة إلا وهي تناشد حملتها - إن كان مؤمنا الله عنه راض - تقول: أنشدكم بالله [لما أسرعتم بي وإن كان كافرا، الله عليه ساخط يقول: أنشدكم بالله] لما رجعتم.

                                                                                                                                                                              3007 - حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا سعيد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: ثنا أيوب، عن نافع، عن أبي هريرة قال: أسرعوا بجنائزكم؛ فإن كان خيرا عجلتموه إليه، وإن كان شرا ألقيتموه عن عواتقكم - قال أيوب: أو قال: عن ظهوركم.

                                                                                                                                                                              3008 - حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبو بكر، قال: ثنا إسماعيل ابن علية، عن سلمة بن علقمة، عن الحسن قال: أوصى عمران بن حصين: إذا أنا مت فخرجتم بي فأسرعوا، ولا تهودوا كما تهود [ ص: 411 ] اليهود والنصارى.

                                                                                                                                                                              3009 - حدثنا إسماعيل (قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد) قال: حدثني يحيى بن أبي راشد البصري قال: قال عمر لما حضرته الوفاة لابنه: إذا خرجتم بي فأسرعوا بي المشي.

                                                                                                                                                                              3010 - وحدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: كنت جالسا مع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فطلع علينا بجنازة، فأقبل علينا ابن جعفر يتعجب من إبطاء مشيهم فقال: عجبا لما تغير من حال الناس، والله إن كان إلا الجمز وإن كان الرجل ليلاحي الرجل فيقول: يا عبد الله اتق الله فوالله لكأنه قد جمز بك.

                                                                                                                                                                              3011 - حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أبي سعيد الخدري قال: ما من جنازة إلا وهي تناشد حملتها - إن كان مؤمنا الله عنه راض - تقول: أنشدكم بالله له لما أسرعتم بي، وإن كان كافرا - الله عليه ساخط - تقول: أنشدكم بالله لما رجعتم. [ ص: 412 ]

                                                                                                                                                                              وكان الشافعي يقول: ومشي بالجنازة أسرع سجية مشي الناس، لا الإسراع الذي يشق على ضعفة من يتبعها، إلا أن يخاف تغيرها أو انبجاسها، فيعجلوا بها ما قدروا.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: ليس في المشي شيء مؤقت، غير أن العجلة أحب إلينا من الإبطاء بها.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: وحديث أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عليكم بالقصد في جنائزكم" لا يثبت؛ لأن الذي رواه [ليث بن أبي سليم] ، وليث ليس ممن تقوم الحجة بحديثه. وقد روينا عن ابن عباس أنه حضر جنازة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تزلزلوا، وارفقوا بها؛ فإنها أمكم.

                                                                                                                                                                              3012 - حدثنا إبراهيم بن الحارث، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: شهدت جنازة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن عباس فقال: لا تزلزلوا وارفقوا؛ فإنها أمكم. [ ص: 413 ]

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن عبد الكريم بن أبي المخارق أنه قال: كان [يقال]: [إذا] رأيت جنازة فقل: الله أكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، اللهم زدنا إيمانا وتسليما، سلم نحن [الله] ربنا.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية