الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر ترك السجود في النجم

                                                                                                                                                                              2801 - أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت، أنه قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجم فلم يسجد فيها.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: وفي ترك النبي صلى الله عليه وسلم السجود في النجم دليل على أن سجود القرآن ليس بفرض، إذ لو كان فرضا ما ترك السجود فيه.

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في السجود في النجم [فكان] عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود ، وابن عمر يسجدون في النجم، وذكر علي بن أبي طالب عزائم السجود فذكر النجم، وممن رأى السجود في النجم: سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي.

                                                                                                                                                                              2802 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني الأعرج، عن أبي هريرة ، قال: رأيت عمر بن الخطاب يسجد في النجم في [ ص: 264 ] صلاة الفجر، ثم استفتح سورة أخرى.

                                                                                                                                                                              حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا ابن علية، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مسروق بن الأجدع، أن عثمان قرأ في العشاء بالنجم فسجد.

                                                                                                                                                                              2803 - حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، كان إذا قرأ النجم سجد فيها وهو في الصلاة، فإن لم يسجد ركع.

                                                                                                                                                                              2804 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، أن عثمان بن عفان قرأ في صلاة العشاء بالنجم فسجد في آخرها، ثم قام فقرأ بالتين والزيتون فركع وسجد.

                                                                                                                                                                              2805 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا هشيم، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن علي، قال: عزائم السجود أربع: الم تنزيل، وحم تنزيل، والنجم، واقرأ باسم ربك الذي خلق. [ ص: 265 ]

                                                                                                                                                                              2806 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، عن داود، عن الشعبي، عن عبد الله أنه سجد في النجم.

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثان: وهو: أن ليس في المفصل سجود. هكذا قال مالك، وقد روينا هذا القول عن جماعة، وقد ذكرت من قال ذلك في باب غير هذا الباب.

                                                                                                                                                                              2807 - حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج ، قال: أخبرنا ابن أبي مليكة، عن [عثمان] بن عبد الرحمن التيمي، عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير، أنه حضر عمر بن الخطاب يوم الجمعة قرأ على المنبر سورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأها، حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس، إنما نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب وأحسن، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، قال: ولم يسجد عمر.

                                                                                                                                                                              قال ابن جريج : وزاد نافع عن عمر أنه قال: لم يفرض السجود علينا إلا أن نشاء.

                                                                                                                                                                              وكان الأوزاعي يقول: وأما النجم فإن الأئمة وجماعة الناس كانوا لا يسجدون فيها يجعلونها راحة، وإن سجد بها رجل فحسن. وقال [ ص: 266 ] أبو ثور في السجود في النجم: إن سجد فحسن، وإن لم يسجد لم يكره له.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: يشبه أن يكون الاختلاف في هذا الباب من جملة المباح؛ فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد فيها مرة، وترك أن يأمر بالسجود فيها؛ ليدل بفعله حيث سجد فيها على أن السجود فيها فضيلة، وليدل بتركه الأمر بالسجود فيها على أن السجود فيها ليس بواجب.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية