الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              أبواب صلاة التطوع في السفر

                                                                                                                                                                              ذكر صلاة التطوع في السفر قبل المكتوبة

                                                                                                                                                                              2762 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى [عن] يزيد بن كيسان، قال: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة ، قال: عرسنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضرنا فيه شيطان"، قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة.

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في التطوع في السفر، فثبت أن ابن عمر لم يكن يصلي في السفر مع الفريضة شيئا قبلها ولا بعدها إلا من جوف الليل.

                                                                                                                                                                              2763 - حدثنا الربيع، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أنه لم يصل في السفر مع الفريضة شيئا قبلها ولا بعدها إلا من جوف الليل.

                                                                                                                                                                              2764 - حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن [ ص: 248 ] عبد الله بن دينار قال: كان ابن عمر يتطوع بالليل ولا يتطوع بالنهار في السفر.

                                                                                                                                                                              2765 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة بن خالد، عن عبد الله بن واقد، قال: كان ابن عمر لا يصلي ركعتي الفجر في السفر، [ولا يدعهما] في الحضر.

                                                                                                                                                                              وروينا عن [علي بن حسين] أنه كان لا يتطوع في السفر قبل الصلاة ولا بعدها، وقال النخعي: كانوا إذا خرجوا إلى الجبانة كرهوا أن يصلوا تطوعا إلا المكتوبة، وروينا، عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير، أنهما قالا: لا يصلي المسافر قبل المكتوبة ولا بعدها.

                                                                                                                                                                              ورأت طائفة التطوع في السفر، فممن روينا عنه أنه كان يتطوع في السفر: عمر، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وابن عباس، وأبو ذر، وقال الحسن البصري : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافرون فيتطوعون قبل المكتوبة وبعدها.

                                                                                                                                                                              2766 - حدثني إبراهيم بن عبد الله، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حميد، عن محمد بن قيس، قال: دخلت على جابر بن عبد الله وهو يتطوع في السفر. [ ص: 249 ]

                                                                                                                                                                              2767 - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا حجاج، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: ثنا داود أبو اليمان، قال: رأيت أنس بن مالك يتطوع في السفر قبل الصلاة وبعدها.

                                                                                                                                                                              2768 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا حفص، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنه كان يتطوع في السفر.

                                                                                                                                                                              2769 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم، أن عليا كان يتطوع في السفر.

                                                                                                                                                                              2770 - حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبو بكر، قال: ثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أما ما لم يدع - صحيحا ولا مريضا في سفر ولا حضر غائبا ولا شاهدا [فركعتان] قبل الفجر.

                                                                                                                                                                              2771 - حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا حفص بن غياث عن ليث، عن مجاهد، أن أبا ذر وعمر كانا يتطوعان في السفر.

                                                                                                                                                                              2772 - حدثنا علي بن الحسن، قال: ثنا عبد الله، عن سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، قال: كان عمر وعبد الله يتطوعان في السفر. [ ص: 250 ]

                                                                                                                                                                              2773 - حدثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافرون، فيتطوعون قبل المكتوبة وبعدها.

                                                                                                                                                                              وممن روي عنه أنه كان يتطوع في السفر: القاسم بن محمد، والأسود بن يزيد، والحارث بن سويد، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، والشعبي، ومكحول، والحسن البصري، والنخعي، وعروة بن الزبير، وعمرو بن ميمون، وجابر بن زيد، وأبو وائل. وهو قول مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وأبي ثور، وأصحاب الرأي.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر ثابت عنه من غير وجه، وقد روينا عن ابن عمر أنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبلها ولا بعدها في السفر. وليس في قول من قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفل، ولا في إنكار من أنكر ذلك حجة، وإنما الحجة في إثبات من أثبت الفعل، لا في قول من نفى ذلك، والذين كانوا يتنفلون في السفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة، [ومنع] البر وعمل الخير غير جائز، [ ص: 251 ] قال الله جل ذكره: ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) الآية.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية