الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1958 - أخبرنا محمد بن الحسن ، أنا أبو العباس الطحان ، أنا أبو أحمد محمد بن قريش ، أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، حدثنيه يحيى بن سعيد ، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن عبد الله بن لحي، عن عبد الله بن قرط، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر"، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي ببدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ، فلما وجبت جنوبها، قال عبد الله بن قرط: فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة خفية، فلم أفهمها، فسألت الذي يليه، فقال: قال: "من شاء فليقتطع".

                                                                            قوله: "القر"، هو الغد من يوم النحر، سمي به، لأنه أهل الموسم [ ص: 200 ] يوم التروية، وعرفة، والنحر في تعب من الحج، فإذا كان الغد من يوم النحر قروا بمنى.

                                                                            وقوله: "يزدلفن"، أي: يقتربن، ومنه قوله عز وجل: ( وأزلفت الجنة للمتقين ) .

                                                                            وفي قوله: "من شاء فليقتطع"، دليل على جواز هبة المشاع، وفيه دلالة على جواز أخذ النثار في عقد الإملاك، وأنه ليس من النهبى المنهي عنها، وكرهه بعض العلماء خوفا أن يدخل فيما نهي عنه من النهبى، والله أعلم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية