الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1999 - أخبرنا عبد الواحد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، حدثني أحمد بن محمد ، أنا عبد الله، أنا يونس، عن الزهري ، أخبرني سالم، قال: كان ابن عمر ، يقول: "أليس حسبكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حبس أحدكم عن الحج، طاف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حل من كل شيء حتى يحج عاما قابلا، فيهدي أو يصوم إن لم يجد هديا".

                                                                            أما المحرم بالحج إذا حبسه مرض، أو عذر غير حبس العدو، فهل له التحلل؟ اختلف أهل العلم فيه، فذهب جماعة إلى أنه لا يباح له التحلل بل يقيم على إحرامه، فإن زال العذر وقد فاته الحج، يتحلل بعمل العمرة، وهو قول ابن عباس ، قال: لا حصر إلا حصر العدو، وروي معناه عن ابن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وإليه ذهب مالك، والشافعي ، وأحمد، وإسحاق. [ ص: 288 ]

                                                                            .

                                                                            وذهب قوم إلى أن له التحلل، وهو قول عطاء، وعروة ، والنخعي ، وإليه ذهب سفيان الثوري ، وأصحاب الرأي، واحتجوا بما روي عن عكرمة ، عن الحجاج بن عمرو الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كسر، أو عرج فقد حل، وعليه الحج من قابل"، قال عكرمة : فسألت ابن عباس ، وأبا هريرة، فقالا: صدق، ويحتج بهذا الحديث من يرى القضاء على المحصر، وضعف بعضهم هذا الحديث لما ثبت عن ابن عباس ، أنه قال: لا حصر إلا حصر العدو وتأوله بعضهم على أنه إنما يحل بالكسر والعرج، إذا كان قد شرط ذلك في عقد الإحرام على معنى حديث ضباعة بنت الزبير، روي عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أريد الحج أشترط؟ قال: "نعم"، قالت: فكيف أقول؟ قال: قولي: "لبيك اللهم لبيك، ومحلي من الأرض حيث حبستني".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية