الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1891 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، [ ص: 93 ] عن عمرة بنت عبد الرحمن، أنها أخبرته، أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة أم المؤمنين، أن عبد الله بن عباس ، يقول: من أهدى هديا، حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي، فقالت عائشة : ليس كما قال ابن عباس ، "أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء أحله الله له حتى نحر الهدي".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى ، كلاهما عن مالك.

                                                                            قال الإمام: في هذا الحديث أنواع من الفقه، منها: استحباب الإهداء إلى مكة ، ومنها استحباب تقليد الهدي، وذهب أكثر أهل العلم إلى أن الغنم تقلد كالإبل والبقر، وهو قول عطاء، وبه قال الشافعي ، وأحمد، وإسحاق، وقال مالك، وأصحاب الرأي: لا تقلد الغنم، والأول أولى، لما [ ص: 94 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية