الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب فضل المدينة وحب النبي صلى الله عليه وسلم إياها ودعائه لها.

                                                                            2010 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك، عن عمرو، مولى المطلب، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له أحد، فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة ، وإني أحرم ما بين لابتيها".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك، وأخرجه مسلم، عن قتيبة ، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو.

                                                                            و "اللابة": الحرة، وهي الأرض التي فيها حجارة سود، وجمعها القليل لابات، وهي ما بين الثلاث إلى العشر، فإذا كثرت فهي اللاب واللوب.

                                                                            وقوله: "ما بين لابتيها"، أي: ما بين طرفيها.

                                                                            وقوله في أحد: "هذا جبل يحبنا ونحبه"، قال الخطابي: أراد به أهل المدينة وسكانها، كما قال الله تعالى: ( واسأل القرية ) ، أي: أهل القرية، قال الإمام: والأولى إجراؤه على ظاهره، ولا ينكر وصف الجمادات بحب الأنبياء، والأولياء، وأهل الطاعة، كما حنت الأسطوانة [ ص: 315 ] على مفارقته حتى سمع القوم حنينها إلى أن أسكتها الرسول، وكما أخبر أن حجرا كان يسلم عليه قبل الوحي، فلا ينكر أن يكون جبل أحد، وجميع أجزاء المدينة كانت تحبه، وتحن إلى لقائه حالة مفارقته إياها، حتى أسرع إليها حين وقع بصره عليها، كما أقبل على الأسطوانة واحتضنها حين سمع حنينها على مفارقته.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية