الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب نكاح المحرم.

                                                                            1979 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك، عن نافع ، مولى عبد الله بن عمر ، عن نبيه بن وهب ، أخي بني عبد الدار، أخبره، أن عمر بن عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان، وأبان يومئذ أمير الحاج، وهما محرمان: إني قد أردت أن أنكح طلحة بن عمر ابنة شيبة بن جبير، وأردت أن تحصر ذلك، فأنكر ذلك عليه أبان بن عثمان، وقال: سمعت عثمان بن عفان، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينكح المحرم، ولا يخطب، ولا ينكح".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك.

                                                                            قال الإمام: واختلف أهل العلم من الصحابة، فمن بعدهم في نكاح المحرم، فذهب جماعة إلى أن نكاح المحرم فاسد، سواء كان الزوج محرما، أو المرأة، أو الولي، وهو قول عمر، وعثمان ، وعلي، وزيد بن ثابت ، وابن عمر ، وإليه ذهب فقهاء التابعين: سعيد بن المسيب ، وسالم بن عبد الله ، [ ص: 251 ] وسليمان بن يسار، وغيرهم، وبه قال مالك، والشافعي ، وأحمد، وإسحاق، غير أن مالكا قال: إذا نكح المحرم يفسخ بطلقة.

                                                                            وذهب بعض أهل العلم إلى أن نكاح المحرم صحيح، وبه قال سفيان الثوري ، وأصحاب الرأي، واحتجوا بما.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية