الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1878 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو نعيم ، نا أبو شهاب، قال: قدمت متمتعا مكة بعمرة، فدخلنا قبل التروية بثلاثة أيام، فقال لي أناس من أهل مكة تصير الآن حجتك مكية، فدخلت على عطاء أستفتيه، فقال حدثني جابر بن عبد الله ، أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ساق البدن معهم، وقد أهلوا بالحج مفردا، فقال لهم: "أحلوا من إحرامكم بطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، وقصروا، ثم أقيموا حلالا حتى إذا كان يوم التروية، [ ص: 69 ] فأهلوا بالحج، واجعلوا الذي قدمتم بها متعة"، فقالوا: كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج؟ فقال: "افعلوا ما أمرتكم فلولا أني سقت الهدي، لفعلت مثل الذي أمرتكم، ولكن لا يحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محله"، ففعلوا.

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن ابن نمير ، عن أبي نعيم، عن موسى بن نافع ، وهو أبو شهاب.

                                                                            وروي عن مروان بن الحكم، قال: شهدت عثمان، وعليا، وعثمان ينهى عن المتعة، وأن يجمع بينهما، فلما رأى علي أهل بهما: لبيك: بعمرة وحجة، قال: ما كنت لأدع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد.

                                                                            وروي عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وأول من نهى عنه معاوية . [ ص: 70 ]

                                                                            .

                                                                            وروي عن أبي ذر ، قال: كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة.

                                                                            وروي عن عمر النهي أيضا.

                                                                            قال الإمام: هذا اختلاف محكي، وأكثر الصحابة على جوازها، واتفقت الأمة عليه، قال عمران بن حصين : أنزلت آية المتعة في كتاب الله، ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات قال رجل برأيه ما شاء.

                                                                            وقال سعد بن أبي وقاص: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه. [ ص: 71 ]

                                                                            .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية