الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            2013 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة ، أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر، وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت، كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:


                                                                            كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

                                                                            [ ص: 317 ] وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته، فيقول:


                                                                            ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ...     بواد وحولي إذخر وجليل.


                                                                            وهل أردن يوما مياه مجنة ...     وهل يبدون لي شامة وطفيل.



                                                                            قال: قالت عائشة : فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها لنا، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة".


                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك.

                                                                            قوله: "وعك"، يقال: وعكته الحمى تعكه، فهو موعوك، أي: محموم.

                                                                            يرفع عقيرته، أي: صوته.

                                                                            والإذخر معلوم، والجليل: نبت، ويقال: إنه الثمام.

                                                                            ومجنة: سوق متجر كانت بقرب مكة ، وشامة وطفيل: عينان هناك.

                                                                            قال الخطابي: كنت أحسب أنهما جبلان حتى أثبت لي أنهما عينان، ويقال: إن الجحفة كانت إذ ذاك دار اليهود، فلذلك [ ص: 318 ] دعا بنقل الحمى إليها.

                                                                            واحتج محمد بن إسماعيل بهذا الحديث في عيادة النساء الرجال، وعادت أم الدرداء رجلا من أهل المسجد من الأنصار.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية