الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1860 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، نا أبو العباس الأصم .

                                                                            ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، ومحمد بن أحمد العارف ، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا مسلم، وسعيد، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن المهل، فقال: سمعته، ثم انتهى أراه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "يهل أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الآخر من الجحفة، ويهل أهل العراق من ذات عرق، ويهل أهل نجد من قرن، ويهل أهل اليمن من يلملم". [ ص: 38 ]

                                                                            .

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن عبد بن حميد ، عن محمد بن بكر، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، سمع جابر بن عبد الله يسأل عن المهل، فقال: سمعت، أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

                                                                            وروي عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق. [ ص: 39 ]

                                                                            .

                                                                            وروي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن ابن عباس ، قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المشرق العقيق.

                                                                            قال الإمام: العقيق موضع يقال قبيل ذات عرق، فكان الشافعي يستحب أن يحرم أهل العراق من العقيق، فإن أحرموا من ذات عرق، أجزأهم.

                                                                            واختلف أهل العلم في أن النبي صلى الله عليه وسلم، هل بين لأهل المشرق ميقاتا أم لا؟ فذهب قوم إلى أنه عليه السلام حد لهم كما روينا.

                                                                            والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لهم شيئا، يروى ذلك عن طاوس ، وأبي الشعثاء، لأن فتح العراق كان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتخذ الناس ذات عرق ميقاتا.

                                                                            والصحيح أن عمر بن الخطاب حدها لهم على موازاة قرن لأهل نجد .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية