الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1886 - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أنا عبد الغافر بن محمد ، أنا محمد بن عيسى ، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجاج ، نا عبيد الله بن معاذ ، نا أبي، نا شعبة ، عن الحكم، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه عمرة استمتعنا بها، فمن لم يكن عنده الهدي، فليحل الحل كله، فإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة". [ ص: 80 ]

                                                                            .

                                                                            هذا حديث صحيح، .

                                                                            ففيه دليل على أنه كان متمتعا، ومن ذهب إلى خلافه تأوله على أنه أراد به من تمتع من أصحابه، فقد كان فيهم المتمتع، والقارن، والمفرد، وهذا كما يقول الرئيس في قومه: فعلنا كذا، وصنعنا كذا، وهو لم يباشر بنفسه فعل ذلك، وإنما فعله بعض أصحابه، أضافه إلى نفسه على معنى أن أفعال أصحابه صادرة عن رأيه.

                                                                            قوله: "دخلت العمرة في الحج"، قيل: معناه فرضها ساقط بالحج، وهو على قول من لا يرى العمرة واجبة، ومن رآها واجبة، قال: معناه: دخل عمل العمرة في عمل الحج إذا قرن الرجل بينهما.

                                                                            وقيل معناه: دخلت في وقت الحج، وهو ما ذكرنا أن أهل الجاهلية كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بهذا القول.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية