الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الصداق .

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى : ( فآتوهن أجورهن فريضة ) ، وأراد بالأجر : الصداق .

                                                                            قال الله عز وجل : ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) ، فإن قيل : المهر عوض عن الاستمتاع ، فلم سماه نحلة ، والنحلة ، هي العطية بلا عوض ؟ قيل : أراد به تدينا وفرضا في الدين ، كما يقال : فلان انتحل مذهب كذا ، أي : تدين به ، وقيل : سماه نحلة؛ لأنه بمنزلة شيء يحصل للمرأة بغير عوض ، لأن الزوجين يشتركان في الاستمتاع ، وابتغاء اللذة ، وربما تكون شهوتها أغلب ، ولذتها أكثر ، فكان المهر نحلة منه لها في الحقيقة بلا عوض ، وقيل : لأن المهر [ ص: 117 ] كان في شرع من قبلنا للأولياء دون النساء ، كما قال شعيب صلى الله عليه وسلم : ( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ) .

                                                                            فاشترط العمل لنفسه لا لابنته ، فلما جعل الله المهر للنساء في شرعنا ، كان ذلك نحلة منه لهن ، والله أعلم .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية